بدأت دولة قطر الشقيقة أمس خطوة متقدمة بتسليمها السفارة السورية في الدوحة إلى ممثل الائتلاف الوطني السوري ليرعى مصالح سوريا والسوريين في قطر. ويتعين على جميع البلدان العربية، أن تبدأ بتسليم السفارات السورية إلى ممثلي الائتلاف الوطني الذي حظي باعتراف 130 دولة على الأقل باعتباره ممثلاً شرعياً لسوريا والسوريين، مما يعني تلقائياً الغاء شرعية نظام الأسد عن تمثيل سوريا. وأصبح تسليم السفارات السورية في جميع أنحاء العالم إلى ممثلي الائتلاف أمرا يتفق مع الشرعية الدولية وأكثر اتفاقاً مع الحق والعدالة، لأن نظام الأسد اختار طوعاً وتطوعاً أن ينتقل من صف ممثل سوريا ومحبيها، إلى خانة أعداء سوريا الذين يشنون حرباً شرسة على كل سوريا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، بل وأصبح وكيلاً للأعداء التاريخيين لسوريا وأميناً على تنفيذ خططهم بتدمير سوريا وتقتيل السوريين وإهانة كرامتهم وتطهيرهم من الوجود في ثرى وطنهم. والمفروض البدء من الآن بتسليم سفارات سوريا، في الدول العربية على الأقل، إلى الائتلاف إذ من غير المتوقع ومن غير المنطق ومن المستبعد جداً، مهما تطورت الأوضاع في المستقبل أن تسحب هذه الدول اعترافها بالائتلاف لتعيد الاعتراف بنظام الأسد، ولأن الائتلاف أصبح الآن ممثلاً شرعياً لسوريا تحت أي ظرف. وحتى ان حدثت تفاهمات أو اتفاقيات بين المعارضة والنظام فإن المعارضة هي الممثل الشرعي للسوريين. ولا يبدو أنه يدور بأذهان السوريين أي تفكير بعودة نظام الأسد متحكماً بأي شأن سوري، فضلاً عن التمثيل الدبلوماسي. وتسليم مقرات السفارات السورية إلى المعارضة يعبر عن دعم معنوي للثورة السورية، ورسالة أخرى للنظام لإقناعه بأنه قد انتهى، دولياً، وأنه لم يعد حكومة بنظر المجتمع الدولي، وإنما شبكة من الميليشيات تنشر ثقافة الموت والقتل والتدمير في سوريا، وأن لا أمل للنظام بأن يعيد المجتمع الدولي الاعتبار له. والأفضل ألا يزايد النظام وألا يماطل وألا يرتكب مزيداً من الجرائم في سبيل الأمل في الفوز بالبقاء. ويتعين أن يعرف النظام أن محاولاته لفرض الأمر الواقع بالوسائل العسكرية وبحمم الصواريخ والقنابل والنار والإرهاب ومؤامرات الميليشيات إنما هي محاولات خاسرة ولن تؤدي إلى استسلام السوريين البواسل، بقدر ما تؤدي إلى توسيع الصفحات السوداء للنظام ورعاته وتحشيد روح الانتقام لدى ذوي القتلى وغضب المعذبين والجرحى والمشردين. وإذا كان أمل السوريين قد خاب في المجتمع الدولي ومجلس الأمن، وفي الإدارة الأمريكية، فإنه يتعين على الدول العربية أن تبادر إلى تعزيز الشعب السوري وتقصير معاناته بالمبادرة إلى دعم الإئتلاف السوري بكل الوسائل للوصول إلى حل سريع للأزمة والحفاظ على سوريا مستقرة ومستقلة وموحدة وحرمان النظام ورعاته في طهران وموسكو من النجاح في خطة تطهير الشعب السوري واجتثاثه وتدمير سوريا.