دارت اشتباكات متقطِّعة وقصفٌ متبادل أمس بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري في شمال سوريا، مع استعداد الطرفين لهجوم متبادل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: إن القوات النظامية «قامت صباح الجمعة بقصف محيط مطارَي حلب الدولي والنيرب العسكري، في حين ردّ المقاتلون المعارضون بقصف متقطعٍ بصواريخ محلية الصنع على مطار النيرب». واوضح أن «النظام يتحضّر لعملية واسعة لاستعادة السيطرة على اللواء 80» المكلّف بحماية المطارين، والذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الاربعاء بعد اشتباكات «أدّت الى مقتل ما لا يقلّ عن 150 شخصاً من الطرفين، بينهم ضباطٌ كبار من القوات النظامية». وأشار عبد الرحمن الى أن المقاتلين «يحاولون السيطرة على مطار النيرب وتدمير مدرجات مطار حلب الدولي التي يستخدمها النظام لأغراضٍ عسكرية». ولفت المرصد الى ان اشتباكات دارت كذلك في محيط بلدة تلعرن في ريف مدينة السفيرة في محافظة حلب «مع رتل من القوات النظامية متجه من حماة ويحاول التقدم الى محيط المطارين» المذكورين. في محافظة إدلب، قُتل سبعة اشخاص امس، هم طفلٌ وستة رجالٍ جرّاءَ قصفٍ على مدينة خان شيخون، بحسب المرصد. كما دارت اشتباكات قرب بلدة حيش وفي محيط معسكري وادي الضيف والحامدية، يرافقها «قصف من القوات النظامية وتحليق للطيران الحربي في سماء المنطقة» في محاولة لايصال الإمدادات الى المعسكرين. وفي دمشق، قصفت القوات النظامية حي جوبر (شرق) الذي يضم جيوبا لمجموعات مقاتلة معارضة، مثله مثل بعض الأحياء الجنوبية المتاخمة لريف دمشق. وفي الريف، تعرضت أحياء في مدينة حرستا للقصف من القوات النظامية التي ارسلت تعزيزات اضافية الى مدينة داريا والتي تحاول منذ فترة فرض كامل سيطرتها عليها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان: أن حي «كرم الطراب» بمدينة حلب تعرّض للقصف من قبل القوات النظامية امس الجمعة. وذكر المرصد، في بيان أن انفجارين عنيفين هزّا مدينة «الباب» بريف حلب منتصف ليل الخميس/الجمعة، ولكن لم ترِد معلومات عن خسائر بشرية. وقال المرصد: إن مدينة «خان شيخون» بمحافظة إدلب تعرّضت للقصف من قِبل القوات النظامية لتغطية رتلِ القواتِ النظامية المتَّجه من معسكرٍ ِللقوات النظامية بجوار المدينة لمعسكر وادي الضيف بريف معرّة النعمان. واوضح أن «النظام يتحضر لعملية واسعة لاستعادة السيطرة على اللواء 80» المكلّف بحماية المطارين، والذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الاربعاء بعد اشتباكات «ادت الى مقتل ما لا يقل عن 150 شخصا من الطرفين، بينهم ضباط كبار من القوات النظامية». وأضاف: إن بلدة «بصر الحرير» بريف درعا تعرضت للقصف من قِبل القوات النظامية فجر الجمعة ،بينما تعرّضت بلدتا «محجة» و»داعل» للقصف من قِبَل القوات النظامية منتصف ليل الخميس/الجمعة. الى ذلك, أظهرت صور بثّها معارضون سوريون على الإنترنت أن عناصر من الجيش السوري الحر المعارض تمكنوا من إسقاط طائرتين حربيتين في محافظتي إدلب وحماة، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، بأن 100 من جنود الجيش السوري على الأقل قُتِلوا في مواجهات مع مُسلَّحي «جبهة النصرة» استمرت لثلاثة أيام، شرقي البلاد قرب الحدود مع العراق. وأسفر القتال عن استيلاء جماعة «النصرة» على بلدة شدادي في محافظة الحسكة. كما قُتل في هذه المواجهات 30 من عناصر «جبهة النصرة» المرتبطة «بتنظيم القاعدة»، خمسة منهم كويتيون. وأضاف المرصد: إن «العشرات من موظفي شركة النفط الوطنية السورية» قُتِلوا أيضا في القتال الذي دار في الشدادي. وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر المعارض في المنطقة الشرقيةقوله: إن وحدات تا بعة للمعارضة المسلحة تتضمن عناصر من «جبهة النصرة» تسيطر الآن على الشدادي بعد أن اكتسحت مقرّاتٍ تابعة لجهازي الأمن والمخابرات العسكرية فيها. وقال: إن مقاتلي «النصرة» قاموا بتفجير سيارات ملغومةٍ قرب المقرات الأمنية في الشدادي ،ما أتاح للقوّة المهاجِمة اقتحامَ المباني والسيطرة على البلدة. على صعيد آخر، اعترف الإعلام الموالي للحكومة السورية بخسارة الجيش السوري لمجمّعٍ عسكري يُدعى «القاعدة 80» مكلّف بحماية مطار حلب الدولي وعددٍ آخر من المطارات العسكرية القريبة منه. وقالت صحيفة الوطن الدمشقية «إن الجيش يجري استعدادات لاستعادة السيطرة على القاعدة 80»، مضيفة: إن «مئات من المسلحين» قُتِلوا في الاشتباكات التي وقَعت في المجمّع قبل أن تُخْليه القوات الحكومية.