أسقط مقاتلون معارضون للنظام السوري الخميس طائرتين حربيتين للجيش السوري في ريف أدلب في شمال غربي سورية بعد إطلاق النار عليهما من رشاشات ثقيلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن الطائرتين سقطتا في منطقتين من ريف أدلب الجنوبي وكانتا تقومان بعمليات قصف لقرى في المنطقة التي يسيطر المعارضون على أجزاء واسعة منها. ونشرت «ألوية أحفاد الرسول»، وهي مجموعة مقاتلة إسلامية، شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يُظهر سقوط إحدى الطائرتين، مشيرة إلى أنها «تمكنت بفضل الله من إسقاط طائرة سوخوي فوق بلدة كفرسجنة بمضادات الطيران». وأعلنت مجموعات مقاتلة معارضة مراراً إسقاط طائرات حربية للنظام خلال الأشهر الماضية. وأفاد المرصد عن تعرض بلدات حاس وكفرنبل وحيش وكفرومة في ريف ادلب لقصف من القوات النظامية استخدم فيه الطيران الحربي، ما تسبب بمقتل عدد من الأشخاص بينهم أطفال. وتحدثت تقارير للمرصد عن غارات جوية نفذها الطيران الحربي على مناطق عدة في ريف دمشق. كما قصف الطيران محيط مطار منغ العسكري في محافظة حلب (شمال) الذي يحاول مقاتلون معارضون السيطرة عليه منذ شهور. وتتواصل المعارك الخميس في محيط المطارات في محافظة حلب التي أعلن الجيش الحر قبل أيام بدء عملية واسعة تستهدفها. وتمكن خلال أربعة أيام من السيطرة على مطار الجراح العسكري في حلب وعلى اللواء 80 المكلف حماية مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي. وكان المرصد أفاد صباحاً عن سيطرة مقاتلين من جبهة «النصرة» الإسلامية المتطرفة على بلدة الشدادي في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي تشهد معارك ضارية منذ أيام. في المقابل، سيطرت القوات النظامية على حي جوبر في غرب مدينة حمص في وسط البلاد بعد معارك عنيفة مع المقاتلين المعارضين استمرت أسابيع. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أن «القوات النظامية سيطرت على حي جوبر الذي انسحب منه الثوار»، مشيراً إلى أن هذه القوات «تتقدم في جوبر وتقوم بعمليات تمشيط في المباني والمنازل، وفي البساتين المحيطة بحي السلطانية المجاور». وكانت المعارك بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين تجددت في هاتين المنطقتين منذ 19 كانون الثاني (يناير). ومنذ ذلك الحين، تمكنت القوات النظامية أيضا من دخول بلدة كفرعايا المجاورة لجوبر والسلطانية. ويقول عبد الرحمن إن هدف القوات النظامية من تركيز عملياتها في هذه المنطقة تأمين ممر لها إلى البحر. في الوقت نفسه، يستمر حصار القوات النظامية منذ حوالى سنة لإحياء حمص القديمة التي تعاني من ظروف إنسانية بالغة الصعوبة. وتمكنت القوات النظامية في كانون الأول (ديسمبر) من دخول حي دير بعلبة المحاصر. في محافظة الحسكة «سيطر مقاتلون من جبهة النصرة على مدينة الشدادي بشكل شبه كامل بعد اشتباكات عنيفة استمرت ثلاثة أيام»، بحسب ما ذكر المرصد السوري. وأشار المرصد إلى أن حصيلة الاشتباكات على مدى الأيام الثلاثة وتفجير سيارات أمام مراكز أمنية بلغت 30 قتيلاً من جبهة النصرة بينهم خمسة من جنسيات كويتية وعراقية، بالإضافة إلى مقتل مئة عنصر من المخابرات والجيش النظامي. وأشار المرصد إلى «معلومات عن مصرع العشرات من عمال «الشركة السورية للنفط» في الشدادي اثر السيطرة على مباني الإدارة ومساكن عمال حقول الجبسة النفطية المجاورة للمدينة». وقتل 247 شخصاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية الأربعاء، في حصيلة يومية تعتبر من الأكبر منذ أشهر، بحسب ما ذكر المرصد السوري الذي يقول إنه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سورية. وبين القتلى 105 مدنيين و54 عنصراً من قوات النظام و88 مقاتلاً معارضاً، في حصيلة يومية تعتبر من بين الأكبر للمقاتلين المعارضين. وأقرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات الخميس بسقوط مقر اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي في الشمال. وكتبت أن «الجيش بصدد إعادة بسط سيطرته على كامل اللواء 80 شرق حلب»، مشيرة إلى «تسلل المسلحين بأعداد هائلة إلى أجزاء كبيرة من اللواء 80 التابع للدفاع الجوي»، و «القضاء على المئات منهم». إلا أنها توقفت عند فشل المسلحين في هجومهم على معامل الدفاع (40 كيلومتراً شرق حلب) «التي غدت مع المنطقة والقرى المحيطة بها آمنة». وذكرت أن قائد اللواء 80 ونائبه وعدد من الجنود قتلوا في المعارك. وكانت المجموعات المقاتلة المعارضة تمكنت خلال الأيام الماضية من الاستيلاء على مطار الجراح في محافظة حلب، ومقر اللواء 80، وعدداً من الحواجز في ريف حلب. لكنها لم تتمكن من منع أرتال القوات النظامية من الوصول إلى منطقة السفيرة حيث يطوق مسلحو المعارضة منذ أسابيع ما يعرف بمعامل الدفاع التي تتحصن فيها قوات نظامية. كما سيطر المقاتلون المعارضون أخيراً على مدينة الطبقة الواقعة في محافظة الحسكة والقريبة من مطار الجراح. في المقابل، تركز القوات النظامية قواها في المنطقة الوسطى لا سيما في محافظة حمص، وفي دمشق.