لا توجد منطقة وسطى في خارطته الممتدة من المحيط إلى الخليج .. عشاقه لا يحبذون السباحة إلا في مياهه حتى لو كانت ملوحته مثل البحر الميت .. وهم كذلك لا توجد في قلوبهم منطقة وسطى .. فقد دفعوا بكل مشاعرهم وحبهم وهيامهم لزرقة السماء والبحر فقط .. !! طموحاتهم صعبة .. وأهدافهم عالية السقف .. لا يرضون بالوقوف حتى في الصف الثاني .. حتى وقوفهم في الصف الأول يزعجهم إذا لم يكن مزخرفا بالجمال والفن والأداء والمهارة ..!! لا يفرحون ببطولة واحدة في الموسم .. ولا يرضون ببطولتين .. شعارهم الدائم (هل من مزيد) الطمع يلبسهم من الرأس حتى أخمص القدم في جعل دولابهم مرصعا بالذهب .. لذلك فخسارة بطولة عندهم يعني كارثة .. ويعني مصيبة .. ويعني خرابا ودمارا في ناديهم ..!! مشكلتهم النسيان .. حتى إنهم ينسون خلال ساعات ما يحققونه من إنجازات وألقاب .. لذلك يطالبون بالمزيد .. يفرحون اليوم ببطولة .. وينثرون غضبهم غدا لمجرد الخسارة من مباراة دورية .. ذاكرتهم معطلة في الماضي .. لكنها تشتغل فوق المعدل في الحاضر .. لذلك فإن مطالبهم في بعض الأحيان تكون تعجيزية ..!! بكل لغات العالم .. وفي التراجم والمعاجم .. وبالأقدام والجماجم .. يستظل الهلال في النهائيات بالكؤوس والدروع .. وهذه حقيقة تاريخية .. !! ومشكلتهم أيضا .. أنهم يحلمون .. ويريدون كل أحلامهم أن تتحقق .. لا يعترفون لا بالظروف ولا بالإصابات ولا بالفوارق ولا بالإمكانات .. همهم اعتلاء القمة .. والوقوف في الصف الأول ..!! كان عنوانهم ومازال .. عاصمة الإنجازات . . مدينة الانتصارات ..شارع البطولات .. حي الألقاب .. !! يتعثر هذا العنوان عام .. لكنه لا يمكث طويلا حتى يعود أقوى مما كان عليه سابقا ..!! هو هكذا يمر بجرح عابر .. ويمكث في فرح دائم .. ومع ذلك فإن جماهيره تريده أن يعيش في المدينة المنتصرة دائما .. وكأن الأزرق هو الوحيد الذي يلعب كرة قدم ..!! لا أبالغ إذا قلت إن النهائيات له عادة .. أو كما يقولون دائما الهلال ثابت في النهائيات وغيره متحرك .. وهذه المقولة إلي حد ما صائبة إذا رجعنا إلى الأرقام والإحصائيات التي لا تكذب ولا يدخلها التزييف من هنا وهناك خصوصا في العقد الأخير الموثق بالكلمة والصورة المتحركة عبر التلفاز ..!! بكل لغات العالم .. وفي التراجم والمعاجم .. وبالأقدام والجماجم .. يستظل الهلال في النهائيات بالكؤوس والدروع .. وهذه حقيقة تاريخية .. !! لم تتغير المعادلة منذ سنين مضت .. لا الزمان بدلها .. ولا المكان غيرها .. فالزعيم ما زال يقطن في مدينة الربيع لنظارته في كل الفصول .. حتى وأن تعثر هنا أو هناك .. فديمومة الوصول للمنصات ديدنه وهوايته ..!! نعم .. الهلال يستمر في عزف الناي ماضيا وحاضرا ومستقبلا .. ويرنو لعذوبة سلسة بالوقوف على القمة .. يعزف كمانه على الكيان وليس على الأشخاص .. تأتي إدارة وترحل .. ويترجل رئيس ويأتي آخر .. ويظل الهلال بدرا في كل المنافسات .. يسبح في بحر الأفراح .. وقليلا ما يمر مرور الكرام على محطة الأحزان والإخفاقات .. حتى أصبح جمهوره يطالب باحتضان كل البطولات والألقاب .. وينسى بسرعة كل الأفراح .. ليقول «هل من مزيد» ..!! كم نحسدك أيها الضارب في قلوب محبيك بحرا من الأفراح والابتهاج .. ونهرا من عذوبة الارتياح .. !! بصراحة أكثر .. أقترح على حملة الأقلام وبعيدا عن الميول والأفراح والأحزان .. عندما يفوز الهلال .. أن يتركوا صفحاتهم الرياضية بيضاء .. حتى لا يمل القراء من تكرار فاز الهلال وحصد الهلال وأبدع الهلال وحمل الكأس الهلال .. دعوا القراء يفكرون في الورقة البيضاء أفضل من تكرار نفس العبارات في كل موسم ..!! حالة الغضب التي يمر بها الأزرق مؤقتة .. هكذا يقولون .. والتاريخ يقف إلي جانب مقولتهم .. فالهلال لم يتعود المكوث في حالة الجمود لأكثر من أشهر معدودات .. فهو الذي لا ينام في نهاية كل موسم إلا ووسادته محتضنة أكثر من لقب .. !! تويتر @essaaljokm