ونحنُ نقف على أعتاب الجنادرية لهذا العام حيث المهرجان الوطني للتراث والثقافة واستعدادات وكالة الحرس الوطني للفعاليات الرجالية والنسائية لم تزل تسكننا آمالٌ عِذاب تنبع من تعلقنا بحضارة الوطن وتراثه وعبق تاريخه المنعش للروح بين حقبات الزمن وأعقاب العمر وكلنا غاياتٌ قصوى مستمدة من عمق أعماق الرجاء بأن يأخذ مهرجاننا الوطني العريق الأثيل ذو الأمجاد التليدة مناحي ثقافية أخرى وأبعادا حضارية مغايرة للمناشط السنوية المعتادة في كل عام ويبدو اننا سئمناها ومللنا رتابتها وبالأخص الفعاليات النسوية التي لا تعدو ان تتعدى الأمسية الشعرية المهرجان إن أردنا الحق مهرجان ثقافي تراثي حضاري كبير بين الدول وكل مثقفي العالم يتنافسون في حضور فعالياته والمشاركة فيه والندوة وحفل الافتتاح وفعاليات القرية التراثية ومع غمرات السنين وتتالي الأفكار المستهلكة صارت دعوة المشاركة تلقائية روتينية لكل من هبّ ودب ولكل من تشاعرت ونظمت عبارات موزونة نوعا ما ونشرت القصيدة والقصيدتين في الصحف المحلية ومنتديات الشبكة العنكبوتية في ظل غفلة الجهة المنظمة عن مدى أهمية تلك المشاركة في تشكيل واقع الثقافة الوطنية وتاريخها وصناعة أدبها المعاصر وفق منهجية الطرح وتقديم الأفضل مما يتسبب في عرقلة رسم صورة الحضارة التاريخية الثقافية الأدبية للمرأة السعودية والتي نافست مؤخرا لتكون في مصافّ أخواتها من مثقفات وأديبات الوطن العربي والعالم الإسلامي ومن هنا ربما يتجلى دور الأخوات الزميلات من أعضاء مجلس الشورى المعينات مؤخرا في ظل تواجد الشاعرة والأديبة والأكاديمية والتربوية بين المجموعة المنتخبة لتجديد آلية تفعيل وجود الأديبة والمثقفة والناشطة الاجتماعية في الوطن واستحضار فكر المرأة السعودية الناهض وفاعلية دورها من على منبر الدولة الرسمي ومن بين ردهات التراث والحضارة وفلكلور الشعب والتعريف به بين ثقافات الأمم وآداب الشعوب فالمهرجان إن أردنا الحق مهرجان ثقافي تراثي حضاري كبير بين الدول وكل مثقفي العالم يتنافسون في حضور فعالياته والمشاركة فيه لكن الحق كذلك هنا أن مصدر قوته تقتصر على مناشط الرجال دون النساء وللأسف في ظل تخصيص ميزانية مالية كبيره وضعتها الدولة باسم المرأة السعودية وباسم الوطن لتقف الخيبة حائلاً بيننا وبين الأمل المصاغ رسميا ضمن سياسة البلد ونبراس القيادة ويا ليت لو ان تلك الملاحظة وصلت لمسؤولي المهرجان وأخذت في عين الاعتبار دون تجاهلها لأجل تحقيق غايات المهرجان الذي يعد من أبرز جسور التواصل المعرفي الثقافي الفكري والتبادل الحضاري التراثي لنقلنا جميعا إلى عوالم الشعوب الأخرى ومعالم تواريخها.