عادوا إليك يهرولون بلا ذاكرة ولا نحيب..لم يدخل اليأس في قلوبهم .. ولم يهزمهم الصبر .. ولم تجوعهم السنوات العجاف ..!! رموا أشياءهم الجديدة خلف ظهرهم .. تذكروا طفولتهم.. وصباهم .. وعاطفتهم.. وأوراقهم التي كتبوها .. نثرا وشعرا.. حبا وهياما.. وخربشاتهم في الدفاتر المدرسية.. فقد رسموا قلبا بداخله الأسمراني.. وهناك رمز شامخ يعيدون مفرداته وكلماته وجمله وشعره وفاكهته ..!! ** لقد مروا من هنا .. لم يكونوا غرباء على السجاد الأحمر في مدرج المنصات .. لقد كان عنوانهم في مناسبات عديدة .. !! لقد عادوا إليك أيها النصر بلا عنوان.. وبلا هوية.. فالابتسامة المخنوقة منذ زمن تحررت وبانت على محياك .. وفرحك الذي نام على الأرصفة.. بات يخرج للشوارع بفرح عارم لأنه مسح الجروح.. لم يعد هايما في الصحراء.. ولم يتلوَ عطشا كما كان زمان .. فقد ارتوى مؤخرا بالوصول إلى المنصات .. وأصبح على مقربة من كسر ضمئه بكأس البطولات ..!! كل الطرقات مضاءة في النصر بعد أن كانت العتمة تسري في مدينته .. لقد بدأ قومك لإشعال سراجك من جديد .. !! لقد عادوا إليك أيها النصر بلا عنوان.. وبلا هوية.. فالابتسامة المخنوقة منذ زمن تحررت وبانت على محياك .. وفرحك الذي نام على الأرصفة.. نعم ..كان يضيء في كل مكان.. وكان لإضاءته سحر لا يقاوم .. تساءلت وأنا أجوب تلك العودة بعد نزال الرائد .. هل يعود قومك تلك الهمة السحرية .. التي تغنى بها الجميع ..!! توقفت.. وقبضة السؤال في الهواء.. تنتظر الإجابة..!! أيقنت أن لغة الخطاب تغيرت ..ووهم المؤامرات اندثرت ؟!.. والانغماس في الآخر خفت وتوارى .. لقد أصبح التفكير في الذات أهم من الآخر .. فعاد النصر لمكانته وطبيعته ..!! أعتقد أن الأصفر في الأشهر الماضية صارع الوهم فدحره.. ومشى في الدرب بثقة البطل ووصل لمبتغاه .. وترك من يحاول أن يشغلوه ويخدعوه .. وتنفس الصعداء بالخبير ( كارينيو ) الذي أبدع في ترك التفاصيل الصغيرة جدا.. حتى وصل للعناوين الكبيرة ..!! صدقني أيها الفارس المغوار.. من أهداك سكرة الوهم.. وجعلك تعيش في زنزانة المؤامرات.. أولئك الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على مدينتك الصفراء.... وألبسوك ثوبا مرقعا.. أدعو أنهم من يحيك خيوطه لمحو آثاره.. هم أنفسهم من أغرقوك في بحر الأوهام.. ورموا كل نقص في جعبتهم.. لمؤامرة هنا.. واصطناع مظلومية هناك.. والأمر لا يعدو عجزا في مجاراة الآخرين.. وتغيير نهجك مؤخرا .. ولغة الخطاب من صناع قرارك .. أعاد بوصلة النصر إلي جادة الصواب .. وعربته لسكة الألقاب والبطولات ..!! تنتابني أيها الفارس لحظات أعتصر فيها شفقة على بعض من حولك.. يطعنونك ليل نهار بلغة الجهل تارة.. والوهم تارة أخرى.. والعيش على رصيف الحقد المتعفن الذي أكل من جسدك لسنوات طوال.. أبعد أيها الفارس عن دربك هذه النماذج لتعود صولاتك من جديد..!! من أحبك بلا وهم.. ومن عشقك بدون عقدة المؤامرات.. ومن اخلص لك بدون العقدة من الحوار مع الآخر..هم من يجب أن يتسيد الموقف في مدينتك الصفراء .. لم لا.. وقد تجرأ البعض ممن ليس لهم ناقة ولا جمل في النصر على تغيير الشوارع.. واستبدال المباني.. ويا ليتهم نجحوا.. فقد زخرفها المشاكسون ديكورا باطنه خاوٍ.. وظاهره مطلي بالنحاس الأصفر.. يخدع الناظر فيحسبه ذهبا..حتى انكشفوا وابتعدوا .. وفي ابتعادهم عاد النصر للنصر ..!! افتح كتابك الحالي أيها الفارس.. ففيه بعض من ملامح الماضي الجميل.. فيه باب التحدي.. وفصل المثابرة.. وعناوين الفخر.. خذها من جديد.. وارفعها بيد من حديد.. واطرد من على صدر مجلدك.. باب المبالغة.. وفصل التزييف.. وفهرست المؤامرات.. والعقدة من الآخر.. وافتح نوافذ ماضيك.. البديهة.. وسرعة ردة الفعل.. والمكوث في الصف الأمامي.. !! اعقلها وتوكل.. فاسمك نصر.. فخذ من اسمك نصيبا.. وتعلم أن ليس كل من تبسم لك حبيب.. واحذر ممن يزايد على حبك.. "فالأحمق يريد أن ينفعك فيضرك" وقد ابتليت بهذا الصنف في الآونة الأخيرة ممن يدعون نفعك وهم يجرونك للمضرة..!! لا تلتفت لمن يريد إشغالك بالحواجز على طرفي الطريق.. فهم يريدون أن لا تنظر إلى الأمام.. فالنظر والتمعن في الأمور الصغيرة.. يجعلك تغيب عن تحقيق طموحاتك الكبيرة.. هم فقط الذين يريدونك أن تبقى "محلك سر".. !!