كنت على الدوام أتحاشى تحريك أوتار المشاعر تجاه (الأم) لأن مشاهد كثيرة قريبة مني. أطفال فقدوا أمهم منذ طفولتهم، وأم أجبرت على الابتعاد عن أطفالها، وأصدقاء وأحباب لم تبرأ جروحهم. كلها أسباب تدفعني للعزف بعيداً عن هذه الأوتار المجروحة والقلوب الموجوعة. لكنني لم أتحمل غصة تلك المرأة التي تحدثت معي قبل أيام عندما كان العالم يحتفل بعيد الأم. لقد أوجعتني وهي تحكي قصتها مع عقوق أبنائها. لم تكن محتاجة إلى مال فالمال لديها ولا إلى من يخدمها فالخدم كثر، ولكنها كانت بحاجة إلى ضم أبنائها الذين أشغلتهم الحياة وزينت لهم المال والجاه. قصتها موجعة وأمثالها الكثير ممن ينتظرن رنين هاتف أو قرع جرس لعل الزائر أو المتصل هو (ابن) يريد الاطمئنان عليها. لا يشعر الناس بالأشياء إلاّ بعد فقدها ما عدا الأم فهي الحاضرة حتى لو كانت في قبرها، وهي الساكنة في كل قلب رحيم وهي الحالمة بمستقبل أطفالها وبحياة أبنائها. هي التي لا تغيب في الأفراح والأتراح وفي الغنى والفقر وفي الحياة والممات. لك يا أمي ويا كل الأمهات ألف تحية وألف سلام وألف رحمة. ولكم تحياتي. [email protected]