قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح حميد في خطبة اليوم الجمعة إن من العقل والحكمة إدراك أن أعداء الإسلام والمتربصين به يقفون موقفاً صارماً من كل دعوة تدعو إلى الحق وإلى الرجوع إلى أصول الإسلام وثوابته ومبادئه وحقائقه التي تبعث روح العزة في الأمة وتقود إلى المجد والمنعة. وأضاف ان في عالمنا الذي تجتاحه موجات من التغيير والتحديات يبرز منهج الاتباع عند وجود الأضداد المتخالفة والمتنافرة من التكفير والتنفير وتعظيم الأشخاص وتصنيف الأحزاب والانتماءات يبرز منهج الاتباع حين يأخذ التفرق الفكري والعقائدي في الانتشار وتنمو مذاهب ومناهج وتيارات وفلسفات يتميز فيها منهج السلف الصالح وتظهر معالمه، فهو يأوي بقوة الله وحوله إلى جبل من الأصول والأدوات والاستعدادات يعصمه من الزلات والانحرافات في إدراك لفقه الواقع وأدوات التمكين مع اللين والحزم والرحمة والدفع بالتي هي أحسن السلف الصالح هم الصدر الأول الراسخون في العلم المهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم الحافظون لسنته وفي مقدمتهم الصحابة الذين اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ورضيهم أئمة للأمة . وشدد فضيلته ان القصور في النظر والفهم بحصر منهج السلف الصالح في قضايا معينة أو علم معين أو بلد معين أو فئة معينة فالسلف الصالح ليس يدعي تمثيلهم أحد ولا ينطق باسمهم عالم فليس ثمة جماعة محصورة تمثل هذا المنهج وإنما يوجد أفراد وجماعات ينتمون إلى هذا المنهج وينتسبون إليه ويسعون لتحقيق منهج السلف الصالح. وبين الشيخ بن حميد أن منهج السلف الصالح ليس مسئولا عن أخطاء بعض المنتسبين إليه وإنما تنسب الأقوال والأفعال والتصرفات إلى أصحابها وجماعاتها لا إلى المنهج لافتا النظر إلى أن منهج السلف الصالح يعتمد النص الشرعي وفهم السلف الصالح وطرق استدلالهم ومصدر التلقي عندهم وليس ذلك محصورا في فهم عالم بعينه فأصول هذا المنهج ومبادئه لم يولدها فكر بشري ولا ظرف تاريخي ولا اجتهاد مجتهد بل عمادها الكتاب والسنة. وأوضح فضيلته أن من معالم هذا المنهج لزوم إتباع الكتاب العزيز والسنة الصحيحة الثابتة والحذر من إتباع الهوى والبدع على حد قوله صلى الله عليه وسلم ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ظلاله