أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عزّ وجلّ والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعياً إلى محبة مكةالمكرمة وذكر فضائلها وأهميتها ورفعتها عند رب العالمين وحذّر فضيلته حجاج بيت الله الحرام من العبث فيها والاستهتار بكرامتها. وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: إنّ الله جلّ جلاله شرّف مكة أيما تشريف وجعلها أم القرى وقبلة المسلمين كافة أينما كانوا على وجه هذه البسيطة وجعل لها من العظمة والمكانة والحرمة مايوجب على كل مسلم أن يؤمن به وأن يقدّرها حقّ قدرها وأن الأمر يزداد توكيداً إذ ينبغي على كل واحد يفد إلى المسجد الحرام أن يلتزم بآداب الإقامة بها ولا يخلّ بشيء من ذلك حتى لايقع في المحذور وهو لايشعر لأن تعظيم المرء لها إنما يكون من باب التعظيم لله الواحد الأحد. ودعا فضيلته حجاج بيت الله الحرام إلى الانتباه إلى ذلك وعدم المساس بحرم مكةالمكرمة وبيت الله الحرام وعدم تخريب حسن الجوار بسوء الأدب أو التقصير في توقير بيت الله أو في تعظيم النسك الذي قُطعت المسافات من أجله.وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: إن الحج أصبح ركنًا أساسيا من أركان الإسلام بالكتاب والسنة والإجماع، ومن أنكره فقد كفر ، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين، مشيراً إلى أنّ الله حينما جعل مكة البيت الحرام قيامًا للناس وجعل أفئدة من الناس تهوي إليه أودع شريعته الغراء ما يكون سياجًا يميّز هذه البقعة عن غيرها ويبرز لها الفضل عن ما سواها فجعل في شريعته لهذا البلد من الفضل والمكانة ما لم يكن في غيره فتعددت فيه الفضائل وتنوّعت حتى صار من فضائل مكة أن سمّاها الله أم القرى وجميع هذه القرى تتبع لها وتقصدها جميع القرى في كل صلاة فهي قبلة أهل الإسلام في الأرض ليس لهم قبلة سواها. وقال فضيلته:إن جمهور أهل الإسلام أجمع على أن مكة أفضل بقاع ثم يليها المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام لقوله صلى الله عليه وسلم ( والله إنكِ لخير أرض الله وأحبّ أرض الله إلى الله ولولا إني أُخرجت منكِ ما خرجت ). وأشار فضيلته إلى أن من فضائل مكة أنه يحرم استقبالها أو استدبارها عند قضاء الحاجة دون سائر البقاع لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرّقوا أو غرّبوا ) كما أن من فضائل مكة ما ورد من فضل الصلاة فيها حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في ما سواه إلاّ مسجد الكعبة ). * * وفي المدينةالمنورة أكدّ فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي أهمية تمسّك المسلمين بحقائق الدين الاسلامي ولزوم كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والتمسك بالهدي النبوي العظيم. ووصف إمام وخطيب المسجد النبوي البدع بأنها الدّاء العضال والسّم القتّال، تعمي وتصم وتهلك صاحبها وتضرّ الدين والدنيا مبيناً أن البدع هي ما أُحدث في الدين مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، ويعرف المبتدع بمخالفته لجماعة المسلمين وإمامهم وأهل العلم بالقرآن والسنة وأما من انتسب للعلم فهو معرض عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم جاهل بذلك فهو ليس من ذوي العلم وإنما هو داعية إلى ضلال وفتنة. وأوضح الشيخ الحذيفي أن أول البدع في الإسلام بدعة الخوارج ثم ظهرت بقية البدع بعد ذلك وحارب الصحابة رضي الله عنهم البدع التي ظهرت في زمانهم وردوها وأطفأوها وبيّنوا للناس سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والهدي والحق بالكتاب والسنة فكشف الله بهم الغمّة وقمع بهم البدع وقام بالأمانة بعدهم التابعون وتابعوهم بإحسان إلى آخر الدهر ، مؤكدا فضيلته أن الله حافظ دينه وناصر كلمته ، قال الله تعالى ( إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون). وأكد الشيخ الحذيفي أن البدع تهدم الدين وتفسد ذات البين وتوجب غضب الله عز وجل وأليم عقابه في الآخرة وتعمّ بها العقوبات في الدنيا وتتنافر بسببها القلوب وتتضرر بها مصالح الناس وتورث الذّل والهوان ويتسلط بها أعداء الإسلام على المسلمين ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري ". ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين الى التفكر والتدبر والحذر من دخول هذين البابين ( باب الفتن والمبتدعات وباب الشهوات والمحرمات ) فهما اللذان أضرّا بالإسلام والمسلمين ولايعصم ولا ينجي من البدع والمحرمات إلا العلم النافع والعمل الصالح وخوف الله تعالى فالجهل سبب كل شر ، قال الله تعالى ( وإن كثيرا من الناس ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين ) ، موضحا فضيلته أن المسلم مأمور بمعرفة دين الاسلام بأدلته من الكتاب والسنة والعصمة والنجاة من البدع المحدثة المضلّة يكون بالاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأما من انتسب للاسلام من غير تحقيق لأعماله وعقيدته الصحيحة التي كان عليها السلف الصالح فهم غثاء كغثاء السيل.