سيدخل المنتخب السعودي مرحلة جديدة من مراحل عالم المستديرة، في مشاركة جديدة، نتطلع من خلالها إلى أن تكون بداية موفّقة، بعد التغيير البسيط في تركيبة العمل الإداري والفني للمنتخب، اليوم أصبح الجميع مطالبا بالوقوف مع الأخضر؛ لأننا أصبحنا نشاهد بداية عمل حقيقي، يهتم بتغيير الوضع المتردي على كافة المستويات الإدارية والفنية، مما قادنا إلى نتائج سيئة، جعلت كرتنا تتراجع إلى حيث كانت نقطة الصفر، التي انطلقنا منها في فترات التأسيس والبناء. لا أقصد من هذا الحديث أن أتجاهل عمل من سبقهم في إدارة المنتخب، وتحديدا فترة عمل محمد المسحل، فبكل صدق وإنصاف، هذا الرجل يملك من الفكر والفهم الإداري، ما يجعله قادرا على إحداث نقلة نوعية في الشأن الكروي على كافة المستويات، لكنه لم يجد المناخ المناسب لعمل تلك النقلة، رغم اجتهاده وتقديمه لبعض الأعمال المهمة، والتي اهتمت بالتأسيس الفني للنشء، من خلال تنظيم واضح، أسس على منهج معين، يتطلع إلى تأسيس جيل مختلف، يحمل أحلام السعوديين وتطلعاتهم، نحو مستقبل أفضل لكرة القدم السعودية. في هذه الفترة تحديدا، يعيش المنتخب السعودي أزمة حقيقية، مع المحيط الخارجي لمنظومة العمل داخل أروقة اتحاد الكرة، وهذه الأزمة بكل تأكيد ستلقي بظلالها على المستوى الفني للأخضر السعودي، وحتى نتجاوز هذه المرحلة، يجب أن يكون التركيز على النتائج فقط، بغض النظر عن أية جوانب أخرى، فعندما تتحسن النتائج، سيصبح العمل وفق سياسات معينة أكثر راحة، من النواحي الفكرية والتطبيقية على أرض الواقع، وسيكون هناك من يدعم كل التوجهات الدافعة للمنتخب السعودي، لهذا نحن نشاهد بعض المبادرات التي تطلقها بعض القنوات الفضائية، لدعم مسيرة المنتخب السعودي، وهم يشكرون عليها لأنهم يسعون من خلال تلك المبادرات إلى تأمين المناخ الجيد، الذي يهدف إلى رفع الروح المعنوية حتى تصبح الدافعية للفوز والرغبة بالانتصار، على أكمل وجه لدى نجوم الأخضر السعودي، وتهيئة الجميع للمرحلة القادمة، التي هي بكل تأكيد أهم من المراحل السابقة؛ فالمنافسة هذه المرة على لقب قاري، غاب عن منتخبنا سنوات طويلة. البطولات القارية عادةً في كل أنحاء العالم، تحظى بمناخ مختلف، ومنافسة شرسة، فالسيادة القارية إن صح التعبير لها رونق خاص وسمعة مختلفة، وهي بطبيعتها قوية، ولن يصل أي منتخب للمراحل المتقدمة فيها إلا بعد جهد وعمل وتنظيم، ولأن الوقت ضد المنتخب السعودي، والفرصة في تجميع القوى وشحذ الهمم تبدو أقل حظا من الفترات السابقة، التي كنا فيها أبطالا لهذه البطولة ثلاث مرات، ووصلنا للمباراة النهائية مرتين دون أن نحقق اللقب. إلا إن الآمال مازالت معقودة على الجميع، من أجل تجاوز التصفيات الأولية، وهذه المهمة ليست بالمهمة الصعبة، ولا السهلة في نفس الوقت، لكن بالطموح والرغبة واستشعار المسؤولية قد نتجاوز هذه المرحلة، بعدها سيكون أمامنا فرصة كبيرة، في جمع القوى وترتيب الأوراق، ووضع الخطط المناسبة بالشكل المطلوب، حتى نصل إلى المباراة النهائية على كأس آسيا إن شاء الله . في هذه الفترة تحديدا، يعيش المنتخب السعودي أزمة حقيقية، مع المحيط الخارجي لمنظومة العمل داخل أروقة اتحاد الكرة، وهذه الأزمة بكل تأكيد ستلقي بظلالها على المستوى الفني للأخضر السعودي، وحتى نتجاوز هذه المرحلة، يجب أن يكون التركيز على النتائج فقطالمنتخب السعودي الآن يحتاج إلى الفكر الفني والإداري مع الدعم من الجميع، ولن أبالغ لو قلت إني أتمنى أن يكون التدخل النفسي والمعنوي، من أعلى سلطة قيادية في البلد .. نعم لو وجّه خادم الحرمين الشريفين كلمه لأبنائه اللاعبين، ولو من خلال مكالمة هاتفية يسمعها الجميع، بكل تأكيد سيكون وقعها كبيرا وعظيما، في نفس كل نجم من نجوم الأخضر، فكُرة القدم أصبحت اليوم مظهرا من مظاهر حضارة الدول، وعنوانا من عناوين التطور والتقدم، وهذه الكلمة قد تقود أخضرنا إلى التربع على عرش القارة الآسيوية للمرة الرابعة، أتمنى من المسؤولين أن يأخذوا هذا المقترح بعين الاعتبار، إن لم يتمكنوا في هذا التوقيت وحالت الظروف دون تحقيق هذا المقترح، فيجب أن يعملوا في المراحل القادمة من أجل تحقيقه؛ لأن المراحل القادمة من مسيرة الأخضر السعودي، بالتأكيد ستكون أقوى وأهم مما سبقها . ما دفعني لكتابة هذا المقترح في المقام الأول كلمة الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب مع داود الشريان عندما سُأل عن حال المنتخب الأول فكان جوابه (عجزنا فيه) وايضاً لعلمي الأكيد، بأن خادم الحرمين الشريفين يعي معنى التنافس الرياضي، ويفهم معنى المنافسة الشريفة، ويدرك جيدا أن دولة بحجم المملكة العربية السعودية، تملك كل مقومات التفوق على كافة الأصعدة، وهو أب للجميع، ويهتم بكل ما فيه رفعة هذا البلد وتقدمه، وأيضا هو رجل رياضي، عرف عنه حفظه الله اهتمامه بالرياضة والمنافسة، وقد كان هذا واضحا وملموسا طول مسيرته المباركة في قيادة الوطن، لهذا وجدت في هذا المقترح دعما مهما في مرحلة صعبة، تحتاج من الجميع بقيادته حفظه الله، للمشاركة الفاعلة في إظهار الروح الوثابة للنجاح، واستشعار المسؤولية من الجميع، كلٌّ وِفق دوره واستطاعته . ودمتم بخير ،،