يجب ان نفتخر بذلك العطاء الذي قدمه نجوم الأخضر في ختام التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال 2006 وتلك النتيجة المشرفة امام المنتخب الكوري على أرضه ووسط جماهيره الكبيرة ويجب ايضاً ن نطمئن اكثر على مستقبل الكرة السعودية التي بدأت تستعيد الجزء الكبير من بريقها وتبسط نفوذها على مستوى الكرة الآسيوية بنتائج رائعة واداء مذهل كان عنوانه (روح الشباب) والارادة القوية والاصرار الكبير نحو صناعة مجد جديد لرياضة الوطن. واذا كان الفوز المهم ابقى الأخضر زعيماً لمجموعته دون ان يتعرض لاي خسارة في التصفيات الاولية والنهائية فالاهم من ذلك كله تألق النجوم الشباب وتلك الثقة الكبيرة التي كانوا عليها خاصة امام كوريا في لقاء (الامس) كتأكيد على ان الكرة السعودية قادرة في اي وقت على ابراز العناصر وتقديمها للواجهة. ٭ بالأمس غاب مجموعة كبيرة من الدوليين في مختلف الخطوط عن قائمة الأخضر ورغم ذلك لم يهتز او يتراجع حماس افراده بل شاهدنا نجوماً يبروزن بقوة ويقودون الأخضر الى فوز مهم واداء امتع الجميع. الانتصار لم يأت عشوائياً او نتيجة ضعف وتواضع الفريق الخصم ولكنه تحقق وسط روح عالية وترابط كبير بين الخطوط و(شخصية) اكثر قوة وانسجاماً. ٭ لدى بعض المدربين عندما يغيب لاعب او لاعبين من القائمة الاساسية فإنهم يصبحون في حيرة من امرهم وقد يلجأون الى سياسة (الترقيع) المؤقتة بحثاً عن الحفاظ على توازن فرقهم عكس (كالديرون) الذي اثبت انه (بالامس) المدرب الكفؤ والمتمكن في نفس الوقت هو من يستطيع ان (يؤمن) جميع الخطوط بالبديل المناسب وهذا لاشك غاية كل رياضي سعودي يسعى الى ان يرى منتخب بلاده (يظهر) للعالم بالصورة المشرفة ونحسب ان الفترة التي تفصل بيننا ونهائيات 2006 كافية لأن نضع البرامج الكفيلة بإبراز الصورة الحقيقية للأخضر في المانيا اما التركيز على سلبيات الماضي وما قبل لقاء كوريا وهذا ما نخشى ان (يكرره بعض الاعلاميين) فهو لا يعدو كونه ضياعا للجهد وتشويشا على من يريد ان يعمل ويعد منتخبنا حتى يستطيع بإذن الله من مقارعة بقية المنتخبات التي سيلاقيها في النهائيات بمعنى ان الاعلام هو الآخر لابد أن يكون عنصرا مساعدا على دعم نجومنا والأجهزة الإدارية والفنية وايضا اتحاد الكرة فالعناصر الحالية فيها أسماء تستحق أن نقف معها بكل قوة بدلا من أن نثبط عزيمتها بالحديث عن امور (هامشية) قد يمكن تجاوزها بالصبر والحكمة والعمل الجماعي. ويكفينا من الأخضر بروز بعض الأسماء الواعدة امثال سعد الحارثي وخالد عزيز واحمد البحري ومحمد خوجة ومحمد العنبر ومنصور الدوسري وناجي مجرشي وبقية النجوم الشباب الذين نعول عليهم مع نجوم الخبرة آمالا كبيرة في المستقبل.. أيضا كيفينا ذلك الانضباط الرائع الذي كان عليه اعضاء البعثة طوال المعسكرات الماضية كدليل على تطور عقلية اللاعب السعودي وقدرة الجهاز الاداري على التعامل مع مختلف الظروف بشكل رائع ولهذا لابد ان نحتفل بالشخصية الجديدة للأخضر وأن نتطلع للافضل في المستقبل. ونعتقد ان ذلك ليس بالمستحيل اذا ما تضافرت الجهود وتوحدت الآراء وتماسكت الايدي واتفقنا جميعا على مصلحة الكرة السعودية وجعلنا ميولنا وانتماءاتنا للاندية تأتي بعد ذلك بمراحل.