لن أتشنج اذا ما عرفت أن ابني ينتمي الى الدرباوية أو الريساوية وغيرها لأنني بصراحة تعودت أن أفتح له صدري وعقلي وقلبي حتى وان اختلفت معه في منهجه الحياتي سأتفهمه وأتفهم المؤثرات والتأثيرات والمتغيرات ولن أضيق ذرعاً ولن ينفد صبري في السير معه الى أن أجعله من جماعة الاعتدال والوسطية وذلك المنهج الذي يجعلنا نعيش سعداء في الدارين. كثير منا نحن أرباب الأسر يخاف من الاعتراف بدوره في انفلات الشباب والفتيات وهروبهم الى من يحقق لهم ما تصبو اليه ذواتهم بأي نمطية يريدونها وبعدها يعزون ذلك الى المدرسة والمسجد والمجتمع والاعلام ويسرفون في ايجاد المبررات بعيدا عنهم وكأنهم قاموا بدورهم خير قيام واذا ما نشدنا التغيير والتصويب فإننا نتوقعه من الآخرين ونتناسى ونتجاهل ولا نمعن التدبر في قول ربنا جلت قدرته في الآية 11 من سورة الرعد "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...." وفي احد لكي نتطلع الى استقطاب عدد كبير منهم الى منطقة الوسط والاعتدال فإن علينا أن نقترب منهم ونؤثر في أنفسهم ليقتنعوا بالتغيير ومن هنا ننجح وإياهم أما صدامهم وملاحقة السلطات الأمنية لهم ونبذهم فذلك يزيد من اتساع الفجوة. التفاسير قرأت تفسيراً للآية القرآنية الكريمة جاء فيه (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءًا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال)، فأمره نافذ سبحانه وتعالى، لكنه جل وعلا يغير ما بالناس إذا غيروا، فإذا كانوا على طاعة واستقامة ثم غيروا إلى المعاصي غير الله حالهم من الطمأنينة والسعادة واليسر والرخاء إلى ضد ذلك بسبب معاصيهم وذنوبهم، وقد يملي لهم سبحانه وقد يتركهم على حالهم استدراجاً ثم يأخذهم على غرة ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن ذلك التفسير نخلص أن التغيير يبدأ من النفس أي من الذات ومتى ما أراد الفرد التغيير في جماعته ومجتمعه فإن عليه ان ينطلق بالتغيير من ذاته الجميلة ولا ينتظر أن يحقن التغيير من الآخرين والفرد هو أول عضو في أسرته والأسرة عضو في الجماعة والجماعة مكون اساسي للوطن وللأمة. إن نظرتنا للدرباوية سلبية رغم أن من بين صفات أفراد هذه الجماعة ما هو إيجابي كالشجاعة والاقدام والتعبير عن ذواتهم بحرية ومهارتهم في القيادة وتأصيلهم لما هو تراثي وقديم ودون شك بودنا أن يكونوا جميعاً مثاليين وذاك صعب ولكي نتطلع الى استقطاب عدد كبير منهم الى منطقة الوسط والاعتدال فإن علينا أن نقترب منهم ونؤثر في أنفسهم ليقتنعوا بالتغيير ومن هنا ننجح وإياهم أما صدامهم وملاحقة السلطات الأمنية لهم ونبذهم فذلك يزيد من اتساع الفجوة ولن يتمكن أي منا من الامساك بيد الآخر والسير بأمان وحنو ووفاق. [email protected]