لكي تكون ناجحاً وإن بحثت في سير المتميزين، فاعلم أن جميعهم في لحظة ما أو وضع ما سألوا أنفسهم نفس السؤال ( من أنا ؟) ومن هنا كانت البداية لمفترق الطريق المؤدية للنجاح، وعلى نفس المفترق ستجد الكثيرين ممن سلكوا الدروب الأخرى وقادتهم للتعاسة، ولأن يقضوا العمر دون اكتشاف هذا السؤال الذهبي، أو يعرفوا قيمة الإجابة عليه. وإن وجدت إجابة السؤال الأول فتحول لإجابة السؤال الثاني (ماذا أريد؟) ولتجيب عليه، حدد أولوياتك وخططك ولا تبالغ بها، بل ضعها على مراحل تتناسب مع امكانياتك ووقتك وابنها وتبنها وكأنها مولود حديث الولادة، بحاجة لعناية يومية وغذاء روحي، ومتابعة، ودفتر تطعيم ضد المثبطين للهمم والأغبياء من حولك والأفكار المسمومة والكسل وضيق الوقت أو الصدر. وتذكر دوماً أن الصبر والابتلاء قرينان وأن الصبر هو مفتاح الفرج. استخدم هذه العبارة بشكل ايجابي (من أنا؟) ولا تستخدمها سلبياً لإتعاس نفسك أو استنقاصها فاليأس عدو العمل والنجاح. وما رأيت في حياتي عدواً بشدته وجبروته فإن كنت ممن ييأسون سريعاً، فتذكر الصبر عند أيوب والاحتمال عند محمد عليهما الصلاة والسلام، وابحث في جعبتك عما تحب أو ما لا تطيق لتستنهض همتك. وأذكر أني في مرحلة الدكتوراة قد فوجئت برغبة المشرفة وعزمها على السفر ولم يمر لي فصلان من كتابة رسالة الدكتوراة فوضعت لنفسي قائمة طويلة بما قد يمرُ علي من مصائب لو تأخرت عن كتابة الرسالة، وألصقت القائمة بجوار جهاز الكمبيوتر، وبتوفيق الله كتبت الرسالة وسلمتها وناقشتها بحضورها وفي وقت قياسي. بعد النظر والتخطيط عوامل مهمة لربط الحلقات ولتوجيه الجهد واختصاره وعليهما تبنى المخرجات والنتائج وقد يؤديان بك للنجاح أو للفشل لكن بدونهما أنت فاشل لا محالة. أخيراً وليس آخراً النجاح لا يقاس بالورق بل بالواقع. *** خذها نصيحة في حياتك وأوصيك إلا حبيبك لا تحاول تذله