تعد الطاقة النووية إحدى مصادر توليد الطاقة الكهربائية في العالم لأنها طاقة لا تنضب (لا تنتهي)، لكنها خطيرة إذا لم تتخذ الدول الإجراءات الأمنية اللازمة التي تحد من تسرب الإشعاعات النووية إلى البيئة ما يشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان و الحيوان و النبات. فالتسربات الإشعاعية النووية يمتصها جسم الإنسان ما يؤدي إلى إصابته بمختلف أنواع أمراض السرطان. والحيوان والنبات يمتصان هذه الإشعاعات التي تصل إلى الإنسان عندما يعتمد عليها في غذائه. وتعد الرياح الناقل الفعلي للإشعاعات من مصدرها إلى ما حولها وبعيداً عنها من بيئة ومخلوفات. وتشير المعلومات إلى أن الطاقة النووية تساهم بنسبة بلغت حوالي 14 في المائة في إنتاج الطاقة الكهربائية في العالم. وتعمل الكثير من الغواصات على الطاقة النووية ما يشير إلى رخصها في الأجل البعيد، لكنها تهدد الحياة البحرية بالنفايات النووية، فقد منعت الكثير من دول العالم الغواصات النووية من زيارة موانئها، و ذلك لخطورتها . و قد تباين المختصون في الطاقة النووية حول تكلفتها، فمنهم من يعتقد أنها عالية التكلفة من حيث إنشاء المفاعلات النووية بينما آخرون ينظرون لها في المدى البعيد على أنها قليلة التكلفة. الطاقة الكهربائية الناتجة من الطاقة الذرية أقل تكلفة من الطاقة الكهربائية النفطية في المدى البعيد لأن الوقود النووي رخيص، لكنها أخطر من حيث الأضرار الإشعاعية، لذلك أصبح الاستخدام السلمي للطاقة النووية في الحصول على الطاقة الكهربائية مصدر الخطر الحقيقي على البيئة و الإنسان و الهواء و الماء و الحيوان، في حال تبني المملكة للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء فإنه من المؤكد أننا بحاجة للضوابط الاحترازية الأمنية التي تحد من الإشعاع النووي في بيئة صحراوية مفتوحة تسهل انتشارها بسرعة وذلك بعد إنفجار المحطات النووية اليابانية المتأثرة من الزلزال المدمر الذي أحدث التسونامي الكبير في مقاطعة سنداي. ونستعيد الذاكرة إلى ما حدث لمفاعل جزيرة الثلاثة أميال في ولاية بنسلفانيا الأمريكية حيث تشرب الإشعاع بنسبة عالية ما ألحق الضرر الكبير بالإنسان والبيئة المحيطة والبعيدة نسبياً عن المفاعل . ولا تزال تبعات كارثة مفاعل تشيرنوبل جلية ومؤثرة في تشيرنوبل والمناطق البعيدة عنها بالرغم من حدوثها قبل حوالي الثلاثة عقود ، حيث تعاني نسبة عالية من المقيمين في المناطق القريبة والبعيدة نسبياً من موقع المفاعل المدمر نتيجة تسرب الوقود النووي. وتتزايد الحاجة للطاقة النووية كل سنة لأن الطاقة النفطية ستنضب في المنظور القريب، بل نرى اليوم الارتفاع الملحوظ و الكبير لسعر برميل النفط . و في حال تبني المملكة للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء فإنه من المؤكد أننا بحاجة للضوابط الاحترازية الأمنية التي تحد من الإشعاع النووي في بيئة صحراوية مفتوحة تسهل انتشارها بسرعة. بلا شك سنحتاج لتوليد الطاقة الكهربائية بالطاقة النووية، بل نحتاجها في مجال الصحة والمياه والبحوث العلمية السلمية. [email protected]