سأواصل مسلسل النكد لليوم الرابع على التوالي، وكانت أولى حلقاتي المسلسل عن الشابة التي أتى بها زوجها إلى قطر ثم عاد إلى بلده تاركا إياها وطفلهما بعد أن أغرقهما في الديون بضمان جوازي سفرهما.. وكانت الحلقة الثانية تتعلق بالطفل المصري إسلام عمرو الذي انهال عليه مدرس الرياضيات ضربا حتى مات .. ننتقل اليوم إلى ولاية وهران في الجزائر ونقرأ في صحيفة «الخبر» عن امرأة باعت طفلها بما يعادل 800 دولار .. انس حكاية ان الطفل ابن آدم.. وانس أيضا كل ما تعرفه عن عواطف الأمومة.. وانظر الى الموضوع من نفس الزاوية التجارية التي تعاملت بها هذه المرأة مع وليدها.. حملته في بطنها تسعة أشهر وبتسعيرة البيع فإن كلفة الحمل في الشهر كانت 88 دولارا أي أقل من 3 دولارات في اليوم... تعاملت مع القضية حسابيا وبلغة الأرقام لإثبات ان تلك المرأة التافهة لا تعرف حتى قيمة المال .. دعك من قيمة المولود وقيم الأمومة لأزيدكم نكدا على نكد أقول لكم انها حملت بالطفل سفاحا .. ولكن ذلك لا يجعل من الطفل سلعة في أي ملة او دولة .. مثل هذا الطفل ضحية ولا يجوز حتى للمجتمع معاقبته او «معايرته».. هو لم يخطئ في شيء بل أخطأ في حقه رجل وامرأة يفترض ان يحملا لقبي أب وأم!! تعال معي الى مزيد من القرف، فقد نسبت صحيفة الخبر الى تلك المرأة قولها إنها باعت الولد لأنها كانت ترغب في اقتناء تلفون موبايل يهبل.. ابن آدم بموبايل.. ليس «أي» ابن آدم، بل قطعة من لحمها ودمها تمت مقايضتها بموبايل.. كفاك أم أزيدك؟ سأزيدك على كل حال: قالت تلك المخلوقة: لو احتجت الى نقود سأفعلها ثانية.. سأحبل بطفل ثم أبيعه لأسرة محرومة من الذرية، كي أشتري بقيمته شيئا ينقصني.. ما لا تعرفه هذه المسكينة هو ان الأشياء التي تنقصها لن تستطيع توفير ثمنها حتى لو باعت سبعة أطفال ووالديها: العاطفة الإنسانية والأخلاق والشرف والكرامة لا تُشترى بتريليونات الدولارات تجارة الأطفال المولودين خارج إطار المؤسسة الزوجية صارت رائجة.. والمشترون هم بعض المحرومين من الإنجاب، بل إن هناك من الرجال من يحضر ولادة مثل ذلك الطفل في مستشفى ويخرج أوراقه الثبوتية لتسجيل الطفل باسمه (تماما وكأنه سيارة مهربة او مسروقة) وعندما يعود الى الأم المزعومة تقول له: هات الفلوس وخذ البيبيتضيف الصحيفة ان تجارة الأطفال المولودين خارج إطار المؤسسة الزوجية صارت رائجة.. والمشترون هم بعض المحرومين من الإنجاب، بل إن هناك من الرجال من يحضر ولادة مثل ذلك الطفل في مستشفى ويخرج أوراقه الثبوتية لتسجيل الطفل باسمه (تماما وكأنه سيارة مهربة او مسروقة) وعندما يعود الى الأم المزعومة تقول له: هات الفلوس وخذ البيبي .. وقد ترفع التسعيرة عن المعدل المتفق عليه لأن الابتزاز سهل في مثل هذه المواقف أخذاً في الاعتبار ان الأم لا تعرف الشرف وبالتالي لن يفرق معها ان تفضح أمر الصفقة أعرف ان الفقر سبب الكثير من الأمراض الاجتماعية ولكنني أعرف أيضا أن 80% من أبناء وبنات جيلي عاشوا طفولتهم تحت خط الفقر، ولكن مجتمعاتنا لم تكن تعرف السرقة او العلاقات المحرمة او أي ممارسة غير شريفة للحصول على المال.. أتعرف لماذا؟ لأننا كنا متكافلين ونتقاسم «النبقة» ( ثمرة شجر السدر) كما نقول في السودان. [email protected]