أكد الدكتور خالد الملحم المدير العام للخطوط العربية السعودية على ضرورة اعادة النظر في أسعار الرحلات الداخلية التي جرى تثبيتها منذ 16عاما. جانب من منتدى جدة الاقتصادي (اليوم) ورد الملحم على تساؤلات المشاركين في منتدى جدة الاقتصادي عن بعض السلبيات الموجودة في الخطوط السعودية بقوله « رحلاتنا المحلية تذهب إلى 26 مطارا داخليا وكل مقعد على هذه الاتجاهات يعتبر (خاسرا) بالنسبة لنا، لأنه مدعوم ويطرح بأقل من سعره الحقيقي، ولابد من إعادة النظر في الأسعار التي جرى تثبيتها منذ 16 سنة ولم تتغير حتى الآن، ومن المهم حدوث تحسين الخدمة، لاسيما أننا في الفترة الأخيرة بدأنا تحديث أسطولنا ب 45 طائرة جديدة وأخرجنا الطائرة المتهالكة، علاوة على أن عمل مطار جدة الدولي الجديد بعد 3 سنوات سيساعد في تحسين الخدمة». واضاف: هناك الكثير من قصص النجاح جاءت نتيجة الشراكة الناجحة بين القطاعين في أحد أكبر شركات الطيران بالمنطقة، ونحن لدينا الكثير من النماذج والتجارب للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقد وضعنا عددا من المعايير الدقيقة لدخول القطاع الخاص في استثمارات الخطوط حتى تأتي النتائج وفق أهدافنا وطموحنا. وأضاف: لم نمانع أن يكون الشريك أجنبيا أو محليا أو الاثنين معا، لكن اشترطنا توفير المعلومات الكافية حتى نتمكن من تعزيز الثقة، ويمر المستثمر بعملية التأهيل حتى نتأكد من الذي سيتقدم وهل سينجز الأعمال التي توكل له أم لا؟ وكان من الضروري أن نمهد هذه الأمور بشكل جيد حتى تكون هناك عدالة. وكانت ناهد طاهر الرئيس التنفيذي لبنك جلف ون قد طالبت بشراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص لتحسين الناتج الاجمالي في المملكة ومنطقة الخليج، وشددت على أهمية الاستثمار في مجالات البنية التحتية والنقل والكهرباء، مستغربة توجه الشريحة الكبرى من المستثمرين نحو مجال العقار على اعتبار أنه الأكثر أماناً في تحقيق الأرباح. وشارك في الجلسة العلمية الاولى لمنتدى جدة الاقتصادي التي جرت أمس تحت عنوان (الدولة كشريك رئيسي) الى جانب خالد الملحم وناهد طاهر كل من علي البراك الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء السعودية وفلاديمر ايفتوشينكوف الرئيسي التنفيذي سيستمبا وريتشارد ماكرماك نائب مجلس ادارة بنك أوف أمريكا. وشددت طاهر خلال الجلسة على ضرورة وصول الخدمات إلى مستحقيها في مختلف القطاعات بالسعودية وخصوصاً القطاع الصحي، معتبرة أن قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (يحفظه الله) الأخيرة لم تترك أي فرصة لمختلف الجهات للتهاون في حق المواطن الذي يحظى بعناية كبيرة من الدولة، مؤكدة أن التعاون بين القطاعين الخاص والعام في السعودية لم يرق للمطلوب حتى الآن. وأشارت أن معدل النمو في المملكة وصل إلى 6.1 بالمائة بينها 1.6بالمائة في الإنشاءات وهو معدل لا يبدو مرضياً وبالتالي هناك سلبية في هذا المجال، ولاشك أن القرارات التاريخية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (يحفظه الله) قبل أيام ستساهم في دفع عجلة النمو بشكل أكبر. وأشارت طاهر إلى اتجاه أغلب المستثمرين في السعودية والخليج إلى العقار.. قائلة: من سوء الحظ أن منطقتنا ومستثمرينا يعملون في مجال العقار ولاينظرون إلى الاستثمار في الانشاءات على أنها مربحة، فكما هو معروف فإن البنية التحتية تحتاج إلى الكثير من الصبر، وهناك فجوة واضحة تحتاج أن يتم علاجها، ومن أهم القطاعات التي تحتاج إلى الاستثمارات الطيران، الكهرباء، الصناعات البتروكيماوية، ولكن هناك مشاريع كبيرة في هذا القطاع تتسبب في الاحتباس الحراري وتلوث الهواء، ومن المؤكد أننا نحتاج إلى الاستثمار الصحيح، وأعتقد أن الحكومة مطالبة بالتدخل من أجل العمل أكثر كفاءة وأقل تلوثاً للبيئة، لاسيما أن هذه الانبعاثات تؤثر على البيئة والناتج الاجمالي. واستعرض علي البراك الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء المجهودات التي بذلت من طرفهم من أجل تحقيق نجاحات كبيرة لتطوير هذا القطاع المهم، وقال: في شركة الكهرباء قمنا بطرح عدد من المشاريع للقطاع الخاص، ولدينا ثلاثة مشروعات تعمل بشراكة قائمة وهناك مشروعان آخران تحت الانشاء، ونحن ندرك أن الشراكة بين القطاعين يمكن أن تكون قاعدة لمزيد من الخدمات، وتكون حافزا للقطاعات الرئيسية في عملية الخصخصة التي تدعمها الدولة وتحرص عليها. ورداً على سؤال عن مشاكل انقطاع الكهرباء في القطاعات الاستثمارية، قال البراك: تعرفة الكهرباء بالنسبة للقطاعات الاستثمارية في المملكة تعتبر من أقل التعريفات في المنطقة، ونحن نسعى دائماً إلى تحسين الخدمة، وفي حال انقطاع الكهرباء على المصانع أو الجهات الاستثمارية يوجد نظام واضح لتعويض المشترك. وخلال المؤتمر الصحفي عقب الجلسة الاولى من المنتدى أكد البراك أن هناك عددا من المشروعات لمواكبة الاحتياجات المتنامية في الطلب على الكهرباء التي تبلغ تكلفتها 80 مليار ريال لتغطية احتياجات المملكة من الكهرباء خلال السنوات المقبلة وقال خلال المؤتمر الصحفي الذي نظم على هامش فعاليات منتدى جدة الاقتصادي أمس عقب الجلسة الأولى انه سيتم عدد من المشروعات للقطاع الخاص بعد طرحها للمنافسة وترسية أقل الأسعار. وحول مشروعات العام الحالي قال البراك إن تكلفتها 30 مليار ريال، لافتاً إلى أن الشركة تتعامل الآن مع أكثر من 200 مقاول ودائماً ما تعطي الأولوية للمقاول السعودي شرط الأداء بكفاءة، وقال إنه سيكون هناك برامج توعوية بمشاركة الجهات ذات العلاقة لتغيير السلوك الاستهلاكي. من جانبه نصح ريتشارد ماكرماك نائب مجلس ادارة بنك أوف أمريكا السعوديين بعدم اجراء أي تغيير على عملتهم.. مشيراً أن ربط العملة السعودية الريال في الوقت الحالي بالدولار يخدم أهداف المملكة، مؤكدا أن بعض الكثيرين تحولوا في الماضي إلى (اليورو) لكنهم شعروا بالندم بعد أن هبط بشكل واضح، وعندما تحدث اضطرابات كثيرة من الأفضل أن يكون هناك صبر على الوضع الحالي. في المقابل.. تذكر فلاديمر ايفتوشينكوف الرئيسي التنفيذي خلال فترة عمله في السعودية قبل سنوات طويلة، وقال: لقد شرفت بالعمل هنا في السعودية، وأدرت مصنعا صغيرا لإنتاج الزجاج في الكيلو 33 بين مكةالمكرمةوجدة وخرجت من هنا بصور رائعة مازالت مرسومة في ذهني، حيث أن الشعب السعودي مضياف وكريم جداً. وشدد بدر البدر العضو المنتدب لقسم المجتمعات والمدن الذكية خلال الجلسة الثانية على أهمية استثمار التكنولوجيا بشكل أفضل في السنوات المقبلة، وقال: العالم يتغير اقتصادياً من حولنا، حيث أصبحت الدول النامية تضم أكبر اقتصادات العالم، وفي عام 2015 يتوقع أن تكون هناك 6 من أكبر الاقتصاديات في العالم من الدول النامية، وستكون السعودية في المركز 21 عالمياً متقدمة على هولندا وبلجيكا وعدد من الدول الكبرى، حيث أن الاقتصادات النامية ومنها السعودية 50 بالمائة من عدد سكانها أقل من 30 سنة، ويتوقع أن يكون 90بالمائة من سكان المملكة في المدن الرئيسية خلال العام نفسه.