أجمع متحدثو الجلسة العلمية الأولى لليوم الثاني لمنتدى جدة الاقتصادي التي جرت أمس تحت عنوان (الدولة كشريك رئيسي) على ضرورة تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وشددت ناهد طاهر الرئيس التنفيذي لبنك (جلف ون) على أهمية الاستثمار في مجالات البنية التحتية والنقل والكهرباء، مستغربة توجه الشريحة الكبرى من المستثمريين نحو مجال العقار على اعتبار أنه الأكثر أماناً في تحقيق الأرباح. مطالبة بضرورة تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحسين الناتج الإجمالي في السعودية ومنطقة الخليج. وترأست طاهر الجلسة التي حظيت بمشاركة علي البراك الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء السعودية وخالد الملحم المدير العام للخطوط العربية السعودية وفلاديمر ايفتوشينكوف الرئيسي التنفيذي سيستمبا وريتشارد ماكرماك نائب مجلس |دارة بنك أوف أمريكا. وأشارت أن معدل النمو في السعودية وصل إلى (6.1) بينها (1.6) في الإنشاءات وهو معدل لا يبدو مرضياً وبالتالي هناك سلبية في هذا المجال، ولاشك أن القرارات التاريخية التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (يحفظه الله) قبل أيام ستساهم في دفع عجلة النمو بشكل أكبر. وأضافت: انتشار البطالة وعدم استخدام أموال النفط جعلت الناتج الإجمالي الحقيقي في منطقة الخليج أقل مما ينبغي أن تكون عليه. ورأت أن الشراكة بين القطاع الخاص والعام تحتاج إلى دعم كبير.. وفي منطقة الخليج نحتاج إلى استثمارات تصل إلى 1.5 بليون دولار بحلول عام 2020 م، منها 150 مليار دولار في البنية التحتية، وهناك صناديق تم الاعلان عنها من أجل دعم هذه المشاريع. واستعرض علي البراك الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء المجهودات التي بذلت من طرفهم من أجل تحقيق نجاحات كبيرة لتطوير هذا القطاع المهم، وقال: في شركة الكهرباء قمنا بطرح عدد من المشاريع للقطاع الخاص، ولدينا ثلاثة مشروعات تعمل بشراكة قائمة وهناك مشروعان آخران تحت الانشاء، ونحن ندرك أن الشراكة بين القطاعين يمكن أن تكون قاعدة لمزيد من الخدمات، وتكون حافزا للقطاعات الرئيسية في عملية الخصخصة التي تدعمها الدولة وتحرص عليها. ورداً على سؤال عن مشاكل انقطاع الكهرباء في القطاعات الاستثمارية، قال البراك: تعرفة الكهرباء بالنسبة للقطاعات الاستثمارية في المملكة تعتبر من أقل التعريفات في المنطقة، ونحن نسعى دائماً إلى تحسين الخدمة، وفي حال انقطاع الكهرباء على المصانع أو الجهات الاستثمارية يوجد نظام واضح لتعويض المشترك. في المقابل.. أكد الدكتور خالد الملحم المدير العام للخطوط العربية السعودية أن هناك الكثير من قصص النجاح جاءت نتيجة الشراكة الناجحة بين القطاعين في أحد أكبر شركات الطيران بالمنطقة، فالحكومة لديها الكثير من الأرصدة التي لا تعزز النمو بالشكل الكافي، ونحن لدينا الكثير من النماذج والتجارب للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقد وضعنا عددا من معايير دقيقة لدخول القطاع الخاص في استثمارات الخطوط حتى تأتي النتائج وفق أهدافنا وطموحنا. وأضاف: لم نمانع أن يكون الشريك أجنبيا أو محليا أو الاثنين معا، لكن اشترطنا توفير المعلومات الكافية حتى نتمكن من تعزيز الثقة. وفي رد على تساؤلات المشاركين عن بعض السلبيات الموجودة في الخطوط السعودية.. قال الملحم: رحلاتنا المحلية تذهب إلى (26 ) مطارا داخليا وكل مقعد على هذه الاتجاهات يعتبر (خاسراً) بالنسبة لنا، لأنه مدعوم ويطرح بأقل من سعره الحقيقي، ولابد من إعادة النظر في الأسعار التي جرى تثبيتها منذ (16) سنة ولم تتغير حتى الآن، ومن المهم حدوث تحسين الخدمة، لاسيما أننا في الفترة الأخيرة بدأنا تحديث أسطولنا ب(45) طائرة جديدة وأخرجنا الطائرة المتهالكة، علاوة على أن عمل مطار جدة الدولي الجديد بعد (3) سنوات سيساعد في تحسين الخدمة. وأشاد ريتشارد ماكرماك نائب مجلس |دارة بنك أوف أمريكا بالكرم السعودي على الصعيد الشعبي والرسمي في بداية كلمته، مؤكداً أنه زار المملكة أكثر من مرة وشعر بالحميمية في العلاقة والود الكبير الذي يميز هذه الدولة المهمة في منطقة الشرق الأوسط، وتحدث عن الفارق بين مجموعة السبع ومجموعة العشرين، وكيفية تعامل أمريكا كإحدى الدول الكبرى مع المجموعتين. ونصح ريتشارد السعوديين بعدم اجراء أي تغيير على عملتهم.. مشيراً أن ربط العملة السعودية بالريال في الوقت الحالي بالدولار يخدم أهداف المملكة، مؤكدا أن بعض الكثيرين تحولوا في الماضي إلى (اليورو) لكنهم شعروا بالندم بعد أن هبط بشكل واضح، وعندما تحدث اضطرابات كثيرة من الأفضل أن يكون هناك صبر على الوضع الحالي. في المقابل.. تذكر فلاديمر ايفتوشينكوف الرئيسي التنفيذي سيستمبا فترة عمله في السعودية قبل سنوات طويلة، وقال: لقد شرفت بالعمل هنا في السعودية، وأدرت مصنعا صغيرا لإنتاج الزجاج في الكيلو (33) بين مكةالمكرمةوجدة.. وخرجت من هنا بصور رائعة مازالت مرسومة في ذهني، حيث ان الشعب السعودي مضياف وكريم جداً. وأشار فلاديمر إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص.. فهناك مسألة مهمة في خلق الوظائف، وعرفنا أن هناك (6) ملايين وظيفة في السعودية خلال الفترة المقبلة، وأتصور أن الشركات الكبيرة ليست وحدها التي ستخلق هذه الوظائف، بل الشركات المتوسطة لها دور كبير في ذلك، والأمر نفسه ينطبق على المملكة المتحدة.. فنصف الوظائف تم توفيرها من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبعض الشركات نجحت في تطوير نفسها والتصدير للخارج بشكل جيد.