قال تعالى : (( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)). هذا الموضوع كنت قد تكلمت عنه في مقالات عدة سابقة لأهميته الدينية والاجتماعية ؛ ولا أعتقد أن تكرار الحديث فيه أمر يدفع للملل. أتحدث عن فئة ذكرها الله في كتابه الحكيم؛ ووصّى عليها ؛ فئة من الناس « يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً». أعود وأكرر : لو أن كل عائلة مقتدرة كفلت الفقراء فيها لحققنا التكافل الاجتماعي دون أي مجهود أو عناء. الكل مسئول أمام الله ؛ ولا حجة لأحد ؛ وكل تبرير مرفوض دينياً واجتماعياً. المال مال الله ونحن مستخلفون فيه ؛ فهو أمانة وضعت في أيدي كل مقتدر ليس نعمة أو نقمة لكنه ابتلاء وامتحان للغني والفقير . هذه الفئة هم الفقراء الذين لا يستطيعون ضربا في الأرض لتأمين معيشتهم ومن يعولون لظروف خارجة عن إرادتهم؛ فئة موجودة في مجتمعنا السعودي ؛ وفي البلد الذي أنعم الله عليه بالخير الكثير - ولله الحمد - فالأكثر قادر - بفضل الله - لا أشك في مبادرتهم للخير والإحسان ؛ أشك فقط في معرفتهم المستحقين الحقيقيين ؛ وكثيراً ما ينفقون ولا تصل هذه النفقة للفقير المستحق ؛ هذه المشكلة تواجه العمل الخيري في المجتمع ؛ للصعوبة الكبيرة في الوصول للمستحق لغياب المعلومات الدقيقة. يوجد الكثير من الجمعيات الخيرية في كل مناطق المملكة تقوم مشكورة بتغطية حاجة الفقراء الذين يسألون ويلحون وما أكثرهم !! لا الذين أقصدهم {المتعففين} هذه الفئة لا تسأل الناس إلحافاً ؛ وتترفع عن السؤال فتفتح الأبواب لاجتهادات المجتهدين لكسب الأجر والثواب وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي الحقيقي في الإسلام ولن نعدم وسيلة في البحث عنهم، فالله - سبحانه وتعالى - وصفهم في القران الكريم «تعرفهم بسيماهم « بما يبدو عليهم من سمات الحاجة وبالتعفف ؛ علامة مميزة يمتازون بها. في هذه الحالة ومع اجتهادنا الشخصي وبكل الوسائل نحتاج لمحتسبين أمناء عارفين بذوي الحاجات في كل حي ؛ وفي كل مدينة ومنطقة يكونون همزة وصل ؛ ولنبدأ بالأقربين أقرب الناس رحماً ونسباً ؛ وأقرب الناس داراً ، وأقرب الناس إيماناً ؛ هؤلاء أولى بالمعروف. أعود وأكرر : لو أن كل عائلة مقتدرة كفلت الفقراء فيها لحققنا التكافل الاجتماعي دون أي مجهود أو عناء. الكل مسئول أمام الله ؛ ولا حجة لأحد ؛ وكل تبرير مرفوض دينياً واجتماعياً. المال مال الله ونحن مستخلفون فيه ؛ فهو أمانة وضعت في أيدي كل مقتدر ليس نعمة أو نقمة لكنه ابتلاء وامتحان للغني والفقير . قال تعالى : ((آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ )). [email protected]