تذيع القنوات الفضائية السعودية والخليجية من فترة لأخرى، عشرات المسلسلات والتي يلعب دور البطولة فيها، ممثلون على مستوى عال من الشهرة والنجومية، ورغم ذلك تفشل هذه المسلسلات في ترك أثر في مخيلة المشاهد في دول الخليج، الذي مازال يتذكر بكل الخير والتقدير والاحترام مسلسلات «زمان» ويترحم عليها، ويؤكد من خلالها على الزمن الجميل الذي لن يعود ثانية. ورغم اتباع المسلسلات الحديثة لوسائل التقنية المتطورة في التصوير والمونتاج والإخراج وغيرها الإمكانيات الحديثة ، إلا أنها لم تثبت في ذاكرة المشاهد طويلاً، كما ثبتت المسلسلات القديمة، والتي تم تصويرها باستخدام أجهزة قديمة وبدائية بمقاييس عصرها، مما يشير إلى أن المسلسلات القديمة تميزت بشيء ما، تفتقده مسلسلات هذا الزمان. حيث مازال الكثيرون منا يتذكرون مسلسلات أذيعت قبل سنوات عدة، ويزداد عدد المشاهدين لها حتى الآن، وذلك عندما يُعاد بثها مرة ثانية، ولعل أشهر هذه المسلسلات، «الأقدار»، و»خالتي قماشة»، و»خرج ولم يعد»، و»أبي وأمي مع التحية»، و»درب الزلق». في المقابل يشهد شهر رمضان من كل عام عشرات المسلسلات الجديدة والحديثة، إلا أن متعة مشاهدتها تقتصر على وقت إذاعتها فقط، حيث إنها عقب انتهائها لا تترك أي أثر أو ذكرى في نفس من يشاهدها. وفي هذا الإطار يرى الفنان «سعد الفرج» والذي شارك في مسلسل «درب الزلق» أن المسلسلات القديمة جاءت في عصر كان الناس متعطشين فيه لرؤية الأعمال الفنية، التي كانت عفوية في كل شيء، يضاف إلى ذلك أن هذه الأعمال اعتمدت على قصص واقعية، تفاعل معها المشاهد لأنها كانت ذات أفكار لم تتكرر في وقتها، ولم تصب المشاهد بالملل والرتابة كما يحدث مع الأعمال الفنية في الوقت الحالي». وأضاف الفرج: «يجب ألا ننسى أن هذه الأعمال ضمت نجوماً سعوا لإثبات أنفسهم على الساحة الفنية، فكانوا يركزون في أعمالهم ويخلصون لها، مقارنة بالنجوم الحاليين الذين قد يصور الكثير منهم أعمالا عدة في وقت واحد، حيث يفقدهم ذلك التركيز في عمل واحد، يعطونه كل وقتهم وتفكيرهم». ويتفق سمير القلاف الذي شارك أيضا في «درب الزلق»، مع زميله الفرج، فيما ذهب إليه، ووصف غالبية الأعمال والمسلسلات التي تبثها الفضائيات حالياً بأنها تجارية الطابع، حيث قال: «البساطة كانت تسيطر على الأعمال القديمة، وهذه البساطة كانت تتماشى مع الناس قديماً، فيما لا تتماشى مع الناس في هذه الأيام»، موضحاً أن كبار السن الذين تابعوا الأعمال الفنية القديمة، يشتاقون إلى رؤية هذه الأعمال باستمرار، لأنها تذكرهم بالبساطة في كل الأمور، بخلاف العصر الحالي المتسارع الخطى، والذي نجده في الأعمال الفنية بشكل مكرر وممل، مما يكون لها تأثير مؤقت أثناء إذاعتها، ويزول هذا التأثير بمجرد انتهاء إذاعتها، ولا ينطبق هذا على المسلسلات فحسب، وإنما على الأغاني والمسرحيات أيضاً».