قالت منظمة الصحة العالمية الاثنين أن الإشعاعات التي تم رصدها في أغذية بعد أن ألحق زلزال اليابان أضرارا بمحطة نووية تمثل //وضعا خطيرا//. وطغى النبأ على مؤشرات واضحة تنم عن إحراز تقدم في الجهود المضنية لتفادي انصهار قضبان الوقود في مفاعلات المحطة وهو ما يمكن أن يسبب كارثة. دخان أبيض يتصاعد فوق المفاعل رقم 2 في محطة فوكوشيما. « رويترز». واستطاع المهندسون إعادة كابلات الكهرباء للمفاعلات الست بمحطة فوكوشيما على بعد 240 كيلومترا شمالي طوكيو وبدأوا تشغيل مضخة للمياه في أحدها لخفض درجة الحرارة شديدة الارتفاع التي سببت أسوأ أزمة نووية في العالم منذ 25 عاما. وتم إجلاء بعض العمال في وقت لاحق من أحد أكثر المفاعلات تضررا حين تصاعد الدخان الرمادي منه. ولم يصدر تفسير فوري لانبعاث الدخان لكن السلطات كانت قد ذكرت أن الضغط يتزايد في المفاعل رقم 3 . وتراجعت كمية الدخان فيما بعد. وفي محطة فوكوشيما يعمل 300 مهندس على مدار الساعة لاحتواء أسوأ حادث نووي منذ كارثة تشرنوبيل في أوكرانيا عام 1986.وذكرت وكالة جيجي للأنباء في وقت لاحق أن دخانا أبيض شوهد فوق المفاعل رقم 2 . وقالت هيئة السلامة النووية اليابانية أمس أن تغيرا طفيفا حدث في مستويات الإشعاع بالمحطة بعد تصاعد الدخان من المفاعل 3 . وخلف الزلزال الذي وقع في 11 مارس وأمواج المد التي نجمت عنه أكثر من 21 ألف قتيل أو مفقود وسيكلف الاقتصاد نحو 250 مليار دولار لكن رئيس الوزراء ناوتو كان قال أن الوضع في المحطة النووية يتحسن ببطء. غير أن تزايد المخاوف من أن تكون الجسيمات المشعة التي انبعثت في الجو قد لوثت الأغذية وموارد المياه يلقي بظلاله على الأخبار السارة بشأن المحطة النووية. وقال بيتر كوردينجلي المتحدث باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لغرب المحيط الهادي والمقيم في مانيلا بالهاتف لرويترز //من الواضح أنه وضع خطير.// وأضاف //أنه أكثر خطورة بكثير مما كان يعتقده أي أحد في الأيام الأولى حين كنا نعتقد أن مشكلة من هذا النوع ستقتصر على ما بين 20 و30 كيلومترا... الأسلم أن نفترض أن بعض المنتجات الملوثة خرجت من منطقة التلوث.// وحثت وزارة الصحة بعض السكان قرب المحطة على ألا يشربوا من مياه الصنابير بعد رصد مستويات عالية من اليود المشع. وزاد القلق بسبب حالات الخضروات والألبان الملوثة على الرغم من تطمينات المسؤولين بأن المستويات ليست خطيرة. وأصدرت الحكومة أمرا بوقف جميع شحنات السبانخ من أربع مقاطعات تحيط بالمحطة النووية كما حظرت شاحنات الحليب من مقاطعة فوكوشيما. وقال كوردينجلي أنه لا توجد أدلة على أن الغذاء الملوث من فوكوشيما وصل إلى دول أخرى. وتستورد اليابان الغذاء لكنها تصدر كميات كبيرة من الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان والأطعمة البحرية إلى أكبر أسواقها في هونج كونج والصين والولايات المتحدة. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة /شينخوا/ أن الصين ستراقب الأغذية المستوردة من اليابان مشيرة إلى هيئة مراقبة الجودة بالبلاد. وقالت كوريا الجنوبية أنها ستوسع نطاق عمليات التفتيش على الإشعاع في المنتجات الغذائية الزراعية اليابانية المصنعة والمجففة بعد أن كان هذا يقتصر على المنتجات الطازجة. وقال البنك الدولي الذي أشار إلى تقديرات خاصة لتكلفة الكارثة على اليابان تراوحت بين 122 و235 مليار دولار أن الكارثة ستعطل النمو الاقتصادي لليابان لفترة وجيزة قبل أن تنطلق إعادة الإعمار وتعطي للاقتصاد دفعة. وفي محطة فوكوشيما يعمل 300 مهندس على مدار الساعة لاحتواء أسوأ حادث نووي منذ كارثة تشرنوبيل في أوكرانيا عام 1986 وضخوا آلاف الأطنان من مياه البحر للمحطة الساحلية حتى لا ترتفع درجة حرارة قضبان الوقود أكثر من اللازم وتصدر المزيد من الاشعاعات. وأكثر المفاعلات تضررا هما المفاعلان رقم 3 ورقم 4 وشهدا انفجارات في الأسبوع الماضي. وأدى الزلزال الذي بلغت قوته تسع درجات وتبعته أمواج مد عاتية إلى تشريد أكثر من 350 ألف شخص. وتعاني بعض المناطق من نقص الغذاء والماء والعقاقير والوقود كما أن الانخفاض الشديد في درجة الحرارة في شتاء اليابان يمثل عبئا إضافيا.