أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن الإشعاعات التي تم رصدها في الأغذية تمثل "وضعاً خطيرا"، حيث يهدد التلوث الغذائي اليابان بكارثة غذائية، وطغى النبأ على مؤشرات واضحة تنم عن إحراز تقدم في الجهود المضنية لتفادي انصهار قضبان الوقود في مفاعلات المحطة، وهو ما يمكن أن يسبب كارثة. وكانت المنظمة قد أعلنت الأسبوع الماضي أنه إذا حدث أي تلوث سوف يكون في المنتجات الزراعية علي بعد 30 كيلو متراً من محطة فوكوشيما المتضررة، ولكن التقارير الأخيرة أوضحت أن المشكلة ربما تنتشر على نطاق أوسع. وفي المملكة طمأنت الهيئة العامة للغذاء والدواء أمس المواطنين تجاه الأغذية المستوردة من اليابان قبل تاريخ حادثة الزلزال التي أدت إلى التلوث الإشعاعي، وأكدت أنها تقوم بفحص جميع الأغذية الواردة من اليابان بعد التأكد من سلامتها وعدم تعرضها للتلوث الإشعاعي، مشيرة إلى استمرارها في متابعة كافة التطورات والمستجدات بهذا الشأن، والتواصل مع الهيئات الدولية ذات العلاقة، ومتابعة المعلومات التي تنشرها حيال التلوث الإشعاعي للأغذية في اليابان والدول المجاورة لها. وشددت الهيئة العامة للغذاء والدواء في بيانها على حرصها لعدم دخول الأغذية المستوردة الملوثة بأي ملوثات سواء إشعاعية أو غيرها، مع التأكيد على أن وضع الغذاء المستورد مطمئن، حيث تكثف جهودها لإجراء الفحوصات الخاصة بالغذاء لضمان سلامته ومأمونية وجودة وفعالية الدواء، وسلامة وكفاءة الأجهزة والمستلزمات الطبية من خلال أجهزتها الرقابية المنتشرة في المنافذ. جاء ذلك بعد مرور عشرة أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان بقوة 9 درجات، وخلَّف العديد من الخسائر المادية والبشرية والاقتصادية، وأحدث أضراراً بمحطة نووية. وأعلنت هيئة السلامة النووية اليابانية أمس أن تغيراً طفيفاً حدث في مستويات الإشعاع بالمحطة بعد تصاعد الدخان من المفاعل 3. وارتفع عدد القتلى جراء الزلزال الى 8450 قتيلاً والمفقودين إلى 12931 مفقوداً. كما شرد أكثر من 350 ألف شخص. غير أن تزايد المخاوف من أن تكون الجسيمات المشعة التي انبعثت في الجو قد لوثت الأغذية وموارد المياه يلقي بظلاله على الأخبار السارة بشأن المحطة النووية. وحثت وزارة الصحة بعض السكان قرب المحطة على ألا يشربوا من مياه الصنابير، بعد رصد مستويات عالية من اليود المشع.