تصاعد بخار ودخان الثلاثاء من مفاعلين هما الاكثر تضررا في محطة نووية يابانية ضربها الزلزال، مما يشير الى ان المعركة لتفادي كارثة انصهار قضبان الوقود ووقف انتشار الاشعاعات هي أبعد ما تكون عن الانتهاء. فحص مستوى الاشعاع في اجسام الاطفال . «رويترز» . وحدثت أسوأ أزمة نووية في العالم منذ 25 عاما على بعد 240 كيلومترا الى الشمال من العاصمة طوكيو بعد زلزال مدمر وما اعقبه من أمواج مد «تسونامي» يوم 11 مارس مما أوقع 21 ألفا على الاقل بين قتيل ومفقود. وتمكن المهندسون الذين يعملون في منطقة أجلت السلطات سكانها حول محطة فوكوشيما دايتشي على ساحل اليابان الشمالي الشرقي المطل على المحيط الهادي من اعادة كابلات الكهرباء للمفاعلات الستة بمحطة فوكوشيما وبدأوا تشغيل مضخة للمياه في أحدها لخفض درجة الحرارة شديدة الارتفاع في قضبان الوقود النووي. لكن وكالة كيودو اليابانية للانباء قالت ان البخار يتصاعد فيما يبدو من المفاعل رقم 2 كما رصدت غيوم بيضاء فوق المفاعل رقم 3. وشهد المفاعلان انفجارات وانطلقت منهما زخات بخار خلال الازمة التي قال خبراء انها سربت كمية صغيرة من جزيئات اشعاعية. وقالت الشرطة إن حوالي 310 آلاف شخص مازالوا يعيشون في مراكز الايواء و12645 شخصا اعتبروا في عداد المفقودين.وفي وقت لاحق قالت شركة طوكيو الكتريك باور «تيبكو» التي تتولى تشغيل المحطة النووية المعطوبة ان الدخان تحول الى بخار وان استمرار العمل امن لاستعادة السيطرة على المحطة. وبعيدا عن المحطة أثار قلق اليابانيين في الداخل وأيضا الدول الخارجية تنامي الادلة على وجود اشعاعات في الخضر والمياه والحليب رغم تأكيدات المسؤوليين بأن المستويات الاشعاعية لا تشكل خطورة. ويقول خبراء ان هذه المستويات تقل كثيرا عما حدث حول تشرنوبيل في الحادث النووي الذي وقع في أوكرانيا عام 1986 . وأعلنت منظمة الصحة العالمية ان اثر الاشعاع أخطر مما كان متوقعا. وتستورد اليابان الغذاء لكنها تصدر كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات ومنتجات الالبان والاطعمة البحرية الى أكبر أسواقها في هونج كونج والصين والولايات المتحدة. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» أن الصين ستراقب الاغذية المستوردة من اليابان مشيرة الى هيئة مراقبة الجودة بالبلاد. كما فعلت بالمثل كوريا الجنوبية. بينما قالت هيئة رقابية في استراليا ان مستويات الخطر لا تستحق الانتباه وانها لم تفرض اي قيود اضافية على الواردات الغذائية من اليابان. ورغم القلق المثار حول مستويات الاشعاع قالت اليابان انه لا حاجة لتوسيع منطقة الحظر حول المحطة وهي منطقة نصف قطرها 20 كيلومترا. وتم اجلاء أكثر من 170 الفا من المنطقة منذ وقوع زلزال بقوة تسع درجات وأمواج مد بلغ ارتفاعها عشرة امتار. من ناحية ثانية أعلن وزير الدفاع الياباني توشيمي كيتازاوا ان بلاده ستقوم بتنسيق عرض للمساعدة من الجيش الأمريكي في غضون يوم أو يومين لمواجهة الأضرار التي لحقت بمحطة الطاقة النووية فوكوشيما دايشي بسبب زلزال مدمر اعقبته موجات مد بحري عاتية (تسونامي) مؤخرا. جاء ذلك خلال تصريحات ادلى بها كيتازاوا للصحفيين امس الثلاثاء بشأن العرض الذي قدمه الجيش الأمريكي في المحيط الهادئ لإرسال مجموعة من الخبراء المتخصصين في الحوادث النووية إلى اليابان. وذكرت هيئة الشرطة الوطنية امس الثلاثاء ان حصيلة القتلى بسبب الزلزال وتسونامي بلغت 9079 بحلول الساعة 12 مساء (0300 بتوقيت جرينتش). وقالت الشرطة إن حوالي 310 آلاف شخص مازالوا يعيشون في مراكز الايواء و12645 شخصا اعتبروا في عداد المفقودين.