قال سياسيون كبار ان الحكومة الاسرائيلية القادمة يجب ان تولي اهتماما أكبر بالناخبين وتكرس جهودها للقضايا المعيشية لا الى مشكلات السياسة الخارجية الشائكة مثل الخطط الاسرائيلية تجاه البرنامج النووي الايراني والصراع مع الفلسطينيين. وأعاد الاسرائيليون القلقون بشأن مشكلات الاسكان وارتفاع الاسعار والضرائب تشكيل البرلمان في الانتخابات العامة التي جرت الثلاثاء الامر الذي يضطر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى التحالف مع قيادي من تيار الوسط ليكون شريكه الرئيسي في الائتلاف الحاكم. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لقناة سي.ان.ان. ان الناخبين فرضوا قيودا جديدة على الحكومة القادمة. وقال :ستكون اكثر توازنا وفي الاغلب محدودة الحركة ولن يمكنها ان تفعل ما تريد وسوف يكون عليها ان تأخذ في الحسبان الضغوط المتواصلة من الداخل للتركيز على القضايا الداخلية. وأكدت النتائج النهائية للانتخابات التوقعات التي نشرت في وقت سابق يوم الخميس. فقد حصل يائير لابيد في نجاح مفاجئ في الانتخابات على المركز الثاني حاصدا 19 مقعدا من مقاعد الكنيست المئة والعشرين مقابل 31 مقعدا حصل عليها التحالف الذي يقوده نتنياهو بين حزب ليكود وائتلاف للقوميين المتشددين يقوده وزير الخارجية السابق افيجدور ليبرمان. وقال بيان من حزب ليكود ان المحادثات الرسمية لتشكيل ائتلاف حاكم لم تبدأ بعد لكن نتنياهو عقد اجتماعا مطولا مع لابيد الخميس. وأعاد الاسرائيليون القلقون بشأن مشكلات الاسكان وارتفاع الاسعار والضرائب تشكيل البرلمان في الانتخابات العامة التي جرت الثلاثاء الامر الذي يضطر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى التحالف مع قيادي من تيار الوسط ليكون شريكه الرئيسي في الائتلاف الحاكم. وقال البيان :جرى الاجتماع الذي استمر ساعتين ونصف الساعة في مناخ جيد للغاية. بحث نتنياهو ولابيد التحديات التي تواجه البلاد وسبل مواجهتها. اتفق الاثنان على الاجتماع مرة أخرى قريبا. وأضافت متحدثة باسم الليكود قولها ان نتنياهو أجرى محادثات هاتفية أيضا مع كل الشركاء المحتملين الاخرين في الائتلاف. وتبنى نتنياهو سريعا اجزاء من برنامج لابيد الانتخابي بعد الانتخابات على امل عقد اتفاق يخلق قاعدة قوية من 50 مقعدا قبل اجتذاب شركاء اخرين من اليمين او الوسط لتشكيل اغلبية حاكمة مستقرة. وقال لابيد ان البهجة عادت للاسرائيليين بعد الانتخابات واضاف انه سعيد لان نتنياهو تبنى الان شعارات حزبه المطالبة بالتقسيم العادل للاعباء ومساعدة الطبقة المتوسطة خاصة في مجالي الاسكان والتعليم. والتقسيم العادل هو مصطلح يرمز الى حل شكاوى دافعي الضرائب العلمانيين من الامتيازات الضريبية الممنوحة لليهود الارثوذكس المتشددين الذين يدرسون في المعاهد الدينية اليهودية في العادة على نفقة الدولة ولا يؤدون الخدمة العسكرية الاجبارية. وقال ليبرمان انه ونتنياهو يشاركان لابيد ونفتالي بينيت وهو زعيم حزب يميني متشدد جديد في اهداف التقسيم العادل للاعباء ونفقات المعيشة والاسكان. لكن ليبرمان قال لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان التوصل الى توافق مشابه بشأن السياسة الخارجية قد يكون صعبا. وأضاف :يمكننا ان نبدأ بالدبلوماسية لكن ذلك سيعطل عمل الحكومة. على هذه الحكومة ان تركز على الأمور المحلية. وفي اول رد فعل لها على الانتخابات الاسرائيلية جددت الولاياتالمتحدة - الحليف الرئيسي لاسرائيل - دعوتها لاستئناف محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين لكن ما زالت هناك عقبات كبيرة قائمة حتى لو اكتسبت الحكومة القادمة صورة اكثر اعتدالا. وقال ياسر عبد ربه عضو المكتب التنفيذي لمنظمة التحرير الفلسطينية ان القادة الفلسطينيين ينتظرون التغيير بعد انتخابات اعطت اسرائيل فرصة جديدة ومختلفة على حد تعبيره. وأضاف قائلا للصحفيين ان اي استئناف لمحادثات السلام يجب ان يكون على اساس اقامة دولة فلسطينية داخل حدود ما قبل حرب 1967. ومما يزيد محاولة نتنياهو لتشكيل ائتلاف فاعل صعوبة الاستجابة لمطالب الكتل اليمينية في البرلمان. ويسعى لابيد - مذيع التلفزيون السابق الذي اسس حزبه الجديد /هناك مستقبل/ قبل عام فقط - الى انهاء الاعفاء من التجنيد الذي يتمتع به اليهود الارثوذكس المتشددون الذين يمثلون 10 في المائة من سكان اسرائيل ويحصلون على مزايا سخية من الدولة. وقال زئيف الكين النائب عن ليكود لاذاعة راديو اسرائيل :البيت اليهودي من الممكن بالتأكيد ان يكون واحدا من الشركاء المرغوبين في الائتلاف الجديد. لكن بينيت يرفض فكرة اقامة دولة فلسطينية ويدعو الى ضم اراضي الضفة الغربية الى اسرائيل وهو ما يضعه على طرف نقيض مع لابيد الذي يدعو الى مفاوضات "طلاق" مع الفلسطينيين لانهاء عقود من الصراع في الشرق الاوسط. وتعهد حزب العمل -الذي حل ثالثا بعد حصوله على 15 مقعدا بعد ان وضع في رأس برنامجه موضوعات اجتماعية واقتصادية لا علاقة لها بالسلام في الشرق الاوسط- بعدم الانضمام الى ائتلاف نتنياهو.