توقع محللون اقتصاديون أن السوق السعودي سيدخل الاسبوع المقبل وهو يتلمس طريقه بعدما أحبطت نتائج أعمال الشركات الضعيفة معنويات المتعاملين ما دفع المؤشر السعودي للهبوط لأدنى مستوى في نحو ثلاثة أسابيع. وتراجع المؤشر السعودي أكثر من 0.5 بالمائة خلال الأسبوع الجاري في ثاني خسارة أسبوعية للمؤشر بعد ستة أسابيع متتالية من الارتفاع وقال المحلل الاقتصادي تركي فدعق إن الاسبوع المقبل سيكون الأول بعد ظهور كامل نتائج أعمال الشركات خلال 2012 . وتابع "الجميع سيراقب التداولات لأنها ستعطي اشارات مهمة لسلوك وتفاعل المتعاملين مع النتائج." وتوقع فدعق أن يسير المؤشر عرضيا بين 6900-7060 نقطة خلال الأسبوع المقبل. مبيناً ان الشركات التي اعتمدت في ايراداتها على السوق المحلي ستجد نتائجها إيجابية وقطاع التجزئة والتأمين والمصارف خير دليل على ذلك. وأضاف "لا توجد متغيرات قوية قادمة في السوق باستثناء الاعلان عن النتائج التفصيلية للبنوك والكشف عن مخصصات 2012." وأوضح فدعق ان نمو ايرادات وأرباح الشركات المعتمدة على السوق المحلي سيستمر خلال الفترة المقبلة تماشيا مع نمو الاقتصاد السعودي. وقال المحلل الاقتصادي مازن السديري إن شركة سابك كانت من العوامل الرئيسية في نزول السوق الاسبوع الجاري بالاضافة إلى النتائج السيئة لشركة الاتصالات السعودية." وقال السديري "تصريحات وزير المالية تطمئن المتعاملين باستمرار نمو اقتصاد المملكة وتعظيم الاستثمارات الخاصة واستفادتها من الانفاق الحكومي للمملكة." وتوقع السديري صعود السوق الأسبوع المقبل بدعم من ارتفاع أسهم قطاعات التجزئة والأسمنت والبنوك والزراعة بعد نمو أرباحها خلال 2012. وهبط سهم الاتصالات السعودية 6.5 بالمئة خلال الأسبوع بينما تراجع سهم سابك 1.6 بالمئة. ورغم نمو أرباح شركة سابك وهي أكبر شركة للبتروكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية بنحو 11.3 بالمئة في الربع الرابع لكن ذلك جاء دون متوسط توقعات المحللين. وهوت أرباح شركة الاتصالات السعودية أكبر شركة لخدمات الاتصالات في الخليج 79 بالمئة في الربع الأخير من العام الماضي لتأتي دون توقعات السوق بعدما جنبت مخصصات استثنائية متعلقة بشركات تابعة في جنوب أفريقيا والهند. واستفادت البنوك السعودية من إنفاق حكومي سخي لسنوات متتالية ومن سيولة وفيرة وتحسن في الطلب على القروض التجارية. ووضع أكبر بلد مصدر للنفط في العالم ميزانية قياسية بقيمة 820 مليار ريال (219 مليار دولار) لعام 2013 بزيادة 19 بالمئة عن حجم ميزانية 2012. ويحقق الاقتصاد السعودي وهو أكبر اقتصاد عربي نموا قويا مع ارتفاع أسعار النفط وتوسع البنوك في الاقراض. وقال وزير المالية إبراهيم العساف هذا الاسبوع إن السعودية قادرة على مواصلة المستوى الحالي من الإنفاق الحكومي في المدى المتوسط وأبعد من ذلك. وتجاوز الانفاق الفعلي للسعودية الخطط السنوية للانفاق بمتوسط 24 بالمائة على مدى السنوات العشر الماضية. تراجع المؤشر السعودي أكثر من 0.5 بالمائة في ثاني خسارة أسبوعية