منذ أن خرج المنتخب السعودي من خليجي 21 وكل الأطروحات الإعلامية خرجت لتتحدث عن الاخفاق و تناقش اسباب هذا الخروج ولم تبادر أية جهة في طرح الحلول العاجلة لانتشال المنتخب السعودي من الوضع المتردي الذي يعيشه ،وكأن هناك من كان يتمنى سقوط هذا المنتخب كي يمارس كل فنون النقد والجلد والضرب من تحت الحزام . نعم نتفق بأن الجيل الحالي هو الأسوأ بل هو الاكثر تشويها لمعالم الكرة السعودية لكن هذا لا يعني ان نقف مكتوفي الايدي امام بعض الاطروحات المريضة فالكرة السعودية تحتاج اليوم لمن يمشي معها للامام ويمسك بيدها لعبور هذا النفق المظلم وليس لمن يتفنن في ذر الملح على الجراح الملتهبة لتحقيق مصالح شخصية وتصفية حسابات ليس للمنتخب أي علاقة بها . كثير من الزملاء انتقدوا اتحاد القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب كما انتقدوا ياسر القحطاني وفهد الهريفي ووسائل اعلام سعودية وخليجية ولم يتبق احد لم ينتقدوه ، لكنهم لم يتجرءوا على انتقاد من يمول المؤسسة الرياضية الرسمية ومن يقدم الميزانيات الكافية لتنفيذ البرامج والمشاريع الرياضية المتكاملة ومن تسبب في تراجع الرياضة السعودية للوراء . كثير من الزملاء انتقدوا اتحاد القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب كما انتقدوا ياسر القحطاني وفهد الهريفي ووسائل اعلام سعودية وخليجية ولم يتبق احد لم ينتقدوه ، لكنهم لم يتجرءوا على انتقاد من يمول المؤسسة الرياضية الرسمية ومن يقدم الميزانيات الكافية لتنفيذ البرامج والمشاريع الرياضية المتكاملة ومن تسبب في تراجع الرياضة السعودية للوراءوزارة المالية وهي الجهة المسئولة عن تمويل الوزارات والمؤسسات الحكومية الرسمية لم تقدم حتى الآن أي بوادر مشجعة لإعادة كرة القدم و الرياضة السعودية الى وضعها الطبيعي فالميزانيات المعمول بها حاليا لا تستطيع توفير متطلبات التنمية الرياضية بما فيها من منشآت و العاب ومشاركات اولمبية دولية وذلك من الظلم ان يتم تحميل اية جهة رياضية المسئولية الكاملة فيما يحدث الآن ، صحيح ان رعاية الشباب واتحاد القدم والاندية قد ارتكبوا أخطاءً كثيرة ،ولكن ليس لهم اي علاقة بأصل المشكلة الاساسية فهم اشبه بمن ( غرق الغرقان اكثر ) . ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب في عام 2012 بلغت مليارا ومئتي مليون ريال شملت كل ما يتعلق بشيء اسمه ( الشباب والرياضة ) ولم تستطع الرئاسة التصرف بهذا المبلغ كونه لا يفي بتشغيل الاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية كما ينبغي ، وفي ميزانية 2013 كانت الزيادة بنسبة 10 بالمائة فقط ، فاذا كانت ميزانية العام الماضي غير مجدية فكيف بالامكان ان نطمح بمنجز جديد من خلال هذه ال( 10 ) بالمائة ؟!! ولذلك اعتقد ان الموضوع بحاجة لاعادة نظر من جميع الاطراف . بعيدا عن التمويل اصبح يجب علينا ان نعترف بان الافكار الخلاقة هي وحدها من تقود أي عمل للنجاح ، والجرأة في عملية اتخاذ القرار وتنفيذ الافكار على ارض الواقع ايضا هي وحدها من تحدد قوة أي منظومة كانت وهذا ما ينطبق تماما على الاتحاد السعودي لكرة القم والذي بات عليه ان يصدر حزمة من القرارات لإعادة انعاش القلب المتوقف للكرة السعودية . وبما اننا نتحدث عن الافكار الخلاقة وضرورة صنع القرارات الجريئة فالأمير خالد الفيصل وهو الحاكم الاداري المخضرم والرياضي الخبير قدّم مقترحا واقعيا لانتشال الكرة السعودية من الإحباط ، فعملية الاستغناء عن الجيل الحالي واستبداله بالوجوه الشابة والصبر عليهم بات أمرا مُلِحا إن كنا بالفعل نعمل على التغيير ، ولذلك من المفترض ان تكون الفكرة التي قدمها سمو امير منطقة المكرمة هي ورقة العمل الرئيسة امام اتحاد القدم لوضع التصور الاخير في عملية اعادة المنتخب السعودي الى جادة الطريق من جديد . الأفكار كثيرة ، ومتطلبات الشارع ايضا كثيرة وهذه رسالة واضحة لمن يهمه الامر فكرة القدم ( والمنتخب الوطني ) بالتحديد هو المصدر الوحيد لفرحة الشباب وإن لم يتم تدارك هذا الأمر فسوف نكون في موقف لا نحسد عليه . وعلى المحبة نلتقي f_alshoshan@ [email protected]