انطلقت صباح الاثنين الماضي أولى الجلسات النقدية فى مهرجان الشعر العربى حيث قدم الدكتور حمادى صمودى ورقة نقدية بعنوان «المقاربة الثقافية للشعر» فى الجلسة التى قدمها الناقد نواف يونس وتحدث حمادى فى العديد من المحاور النقدية للمشهد الثقافى فى بلدان المغرب العربى وأكد ان ما يسمى بالنقد الثقافى فى بلدان المغرب العربى كان غائبا فى تاريخ البنيات الثقافية وجاء فى مرحلة اخيرة فى مخاض فكرى وسياسى عرفته الأوساط الجامعية الأمريكية من أواسط الستينات الى أواسط التسعينات ولذلك يمكن أن نعتبره شيئا غير قليل من الاطمئنان أمريكيا. كما تحدث الدكتور رشيد بنحدو عن البنيات النصية المحتجبة في النص الشعري بورقة حملت عنوان «كشف المستور في ما تحت السطور».. وأوضح «يمكن لهذه العلاقة أن تتخذ إحدى هيئات ثلاث تبعا لتدرجها من البسيط الى المركب: فهناك ما يسمي علاقة في الدرجة الثانية حيث يدعي الكاتب أو الشاعر لنفسه نصا آخر لمؤلف سواه وهي ما يعرف بالسرقة الأدبية، ثم هناك ما يعرف في الشعرية المعاصرة ب»التناص» حيث يقوم نص بامتصاص نص آخر بغاية التفاعل والتحاور معه, وهناك اخيرا علاقة في الدرجة الصفر وهي تلك التي لا تكون جلية, ومن ثم لا يكون إدراكها أمرا هيّنا, إذ لا بدّ من حيازة القارئ أو الناقد لكفاية تقديرية خاصة تؤهله لتخمين هوية النص الدخيل أو المحال عليه».. ووقع اختيار الباحث على نص «مع جريدة» للشاعر نزار قباني الذي غنته ماجدة الرومي مع نص للشاعر الفرنسي جاك بريفير عنوانه «فطور الصباح» غنتها مطربة أمريكية اسمها مارلين دييتريك وتساءل: ترى هل يكون الشاعر نزار قباني على معرفة سابقة بهذه الأغنية وبنصها الشعري؟ ورجح أن يكون قباني كتب قصيدته وهو واقع لا شعوريا تحت تأثير قصيدة «فطور الصباح» وتناول الباحث نصوصا اخرى لدرويش وشعراء من الغرب ونصوص العهد القديم.