لاشك أن المباني القديمة الآيلة للسقوط تشكل في مجموعها كما أرى أوكارا للخارجين عن القانون من جانب وخطرا يهدد سكانها من جانب آخر ، فهي في الحالتين تمثل هاجسا أمنيا للمجتمع في المنطقة الشرقية فمعظم مباني الأحياء القديمة تعاني خرابا يهددها بالسقوط على رؤوس أصحابها في أي لحظة من لحظات النهار أو الليل ، وسكانها من فئتين تمثل الأولى بعض المواطنين الفقراء الذين لايملكون من المال ما يسعفهم لهدم منازلهم القديمة التي تملكوها بصكوك شرعية فيلجأون الى ترميمها على طريقة « كيفما اتفق « بمواد بناء رخيصة غير مكلفة . أما الفئة الثانية فانها تمثل مجموعات من العمالة الوافدة الآسيوية على وجه التحديد ، وليس من علاج لهذه الأزمة الماثلة التي ترى بعيون الناس المجردة الا بازالة تلك المباني التي تمثل قنابل موقوتة تهدد المجتمع بالويلات وتعويض أصحابها بمبالغ مجزية تمكنهم من تسوية بيوتهم بالأرض واقامة بيوت حديثة على أنقاضها في نفس الموقع أو العمل على انشاء مخططات جديدة تقام عليها مبان صالحة للسكنى للمواطنين القاطنين حاليا في تلك البيوت مدار البحث ، أما العمالة الوافدة فان الشركات والمؤسسات الكفيلة مسؤولة بتأمين مساكن مناسبة لها . وأضرب هنا مثالين لعشرات من تلك المباني « العشوائية « المقامة في كثير من أحياء المدن بالمنطقة الشرقية الأول لمبان آيلة للسقوط بحي « السياسب « بمدينة المبرز ثاني مدن محافظة الأحساء المكتظة بالسكان ، ويخترق هذا الحي شارع « الحزم « حيث توجد على جانبيه عشرات المباني التي سقط بعضها ومازال بعضها قائما ومسكونا ، والثاني بحي الخليج بمدينة الدمام حيث يعج بعشرات البيوت الآيلة للسقوط وهي مسكونة بأناس من الفئتين المطروحتين آنفا ، وثمة أمثلة عديدة لمبان قديمة عفى عليها الزمن في كثير من مدن المنطقة ومحافظاتها مثل مدينة الجبيل القديمة ومحافظة القطيف . وأظن أن الوقت قد حان لايجاد الحلول المناسبة لمعالجة هذه الأزمة قبل أن تقع الفأس في الرأس ، فتلك المساكن غير صالحة على الاطلاق للسكن لخلوها من أبسط عوامل السلامة والأمان ، وبعضها أصبح مرتعا خصبا للقوارض ناهيك عن تحول معظمها الى أوكار للخارجين عن القانون ، وأظن ظنا لايبتعد عن الصواب ان قلت بأن تلك البيوت الآيلة للسقوط تحولت بالفعل الى قنابل موقوتة تهدد المجتمع بأفدح الأضرار والأخطار . [email protected]