عندما تتغير الأشياء حولك فان تغيرا موازيا يحدث في داخلك (كريستوفر رايت) كانت القفزة العظيمة للبشرية في القرن الخامس عشر عندما اخترع جوتنبرغ وآخرون أول ماكينة طباعة لاختزال المعرفة في انتاج الكتب والمطبوعات وبعدها جاء فتح جديد للبشرية في عام 1950 م وهو الكمبيوتر الذي كان أعظم ما انتجته العقول البشرية الجبارة ,فقد أصبح قوة عظمى تقف وراء كل ما يختزل المعرفة , وهذا التطور التقني أدى الى تطور اجتماعي وعقلي للإنسان ولكن علماء النفس والباحثين تقاعسوا عن البحث في ماهية تأثير هذا التسارع التكنولوجي على الانسان , وكيف يستطيع تحمل الضغط الناشئ عنه , فعندما تكون محاطا بتغيرات سريعة جدا على مستوى التكنولوجيا وحداثة وكمية المعلومات والتسارع في وتيرة الحياة , هذا التغير يصحبه تغير سيكولوجي للإنسان يخل في بوصلته حيث انه عرضة للكثير من المواقف والخبرات الحياتية التي لم يجربها قبل ذلك , تبهرني قدرة الإنسان وقوة تحمله لكل شيء غير ثابت حوله ، فكم من التجارب الجميلة التي نستحضرها بمجرد رغبتنا في الاحساس بمتعة التغيير , فنعيش مشردين بين مدن الرغبة في الاكتشاف وسواحل الخوف من المجهول، فلانجد ملاذا آمنا من اضطرابات الحياة وتغيراتها المتلاحقة والمتشابكة والتي تضغط على اعصابنا حتى آخر رمق فينا وفي شخوص تسكننا بعناية, فلا نستطيع ان نفتح صفحات من بياض لتمتص كل ما فينا من ضغط وخوف وقلق وتعب وتوتر فتختلف ردود الفعل ومنهجية التفكير فبعض المواقف التي تحصل للإنسان في عصر التسارع التكنولوجي قد لا تتكرر لأننا كل يوم سوف نواجه شيئا جديدا نتيجة للسرعة والتغير في كل ما حولنا فنحس بالعجز أحيانا لأننا لا نستطيع التعامل مع هذه المواقف , ولو حاولنا أن نبحث عن إرث نتكئ عليه لمعرفة حدود العلاقة بين الانسان والتكنولوجيا ونتيجة لوجود انساق مختلفة بينهما حاولت في البداية أن أتعلم أبجدية هذه العلاقة المعقدة، ومن أجل الوفاء لإنسانيتنا قررت تكثيف حضور هذين القطبين المختلفين والمتناغمين, فواحد منهما قدّ من نار الدفء والآخر من صقيع الجمود , تبهرني قدرة الإنسان وقوة تحمله لكل شيء غير ثابت حوله ، فكم من التجارب الجميلة التي نستحضرها بمجرد رغبتنا في الاحساس بمتعة التغيير , فنعيش مشردين بين مدن الرغبة في الاكتشاف وسواحل الخوف من المجهول، فلانجد ملاذا آمنا من اضطرابات الحياة وتغيراتها المتلاحقة والمتشابكة والتي تضغط على اعصابنا حتى آخر رمق فينا وفي شخوص تسكننا بعناية, فلا نستطيع ان نفتح صفحات من بياض لتمتص كل ما فينا من ضغط وخوف وقلق وتعب وتوتر ،ولا نجد من ينعش انسانيتنا التي امطرتها تكنولوجيا متلاحقة الكثير من القلق والتعب , وليس هناك من يمدنا بالقوة ويحفزنا ويعطينا كل ما نفتقده في عالمنا الخارجي والداخلي من الألفة والحب والاستقرار والانتماء الروحي والجسدي,فهذا النسيج الجميل من العلاقات الروحية المترابطة هو ما نحتاجه في عالمنا المشحون بالرقائق المعدنية والصخب والبدع الالكترونية ، فهذه حاجات يكمل بعضها بعضا متدفقة بمسارات متوازية وعلاقات تبادلية من وإلى الآخر، صانعة إحساسا بالقوة والانتماء, ماذا يفترض بنا أن نفعل لمواجهة ضغوط التكنولوجيا النفسية ؟ هل إعلان الحماية والانتماء إلى شخوصنا التي أرهقها العدو حثيثا في طرقات الحياة هو الحل ؟ ام لابد أن ننسكب كقطرات من نور على نسيج الحياة بكل مافيها من وجع صاخب وتكنولوجيا تنخر فينا حتى العظم بمخملية موغلة في الجمال, ولنحدد ماذا نريد من هذه التكنولوجيا ولنقفز قفزة كبيرة في فراغ المستقبل، ولنبحث في ثنايا القادم للإنسان عما يخلق الوعي للانسان ليشرع في الامساك بزمام التوازن والتوافق مع التغيرات , ويجب ان نستخدم بذكاء ادوات التغيير للضبط والتوجيه من اجل غد انساني افضل.