في مجتمعنا هناك بعض الأشياء تُستخدم بمفاهيم مقلوبة ومع ذلك تجد انتشارًا واسعًا فهي كالأخطاء الشائعة تُستخدم ويتداولها الناس وهم يعرفون أنها خطأ، وبالتالي هناك جهات تجارية استغلت هذا المفهوم لتكبير جيوبها «الكبيرة أصلًا». الأسبوع الماضي قابلت مندوبًا لإحدى شركات الاتصالات يعرض علي عرضًا ترويجيًا فيقول إذا دفعت هذا المبلغ تحصل على هذه الهدية! فقلت له بكل بديهية كيف تكون الهدية بمقابل؟ هل هناك هدية مدفوعة الثمن؟ هناك فرق بين العرض الترويجي والهدية، فالهدية من اسمها المشتقة منه «إهداء» وهي بدون ثمن او مقابل. هذه الثقافة منتشرة بشكل كبير عند كثير من الجهات التجارية. يوم أمس اتصل بي أحد البنوك: السلام عليكم، وعليكم السلام، الاستاذ ماجد؟ نعم أهلًا وسهلًا، انت عميل منتظم عندنا في سدادك لبطاقتك الائئتمانية، شكرًا هذا من لطفك، وبهذه المناسبة البنك يرغب في تقديم مكافأة لك، الله يعطيكم العافية وهدية مقبولة مقدمًا وعساها تستاهل؟ جوال أي باد تليفزيون سيارة، طيارة؟ .. الهدية عبارة عن تأجيل السداد للمستحقات القادمة مقابل 20 ريالًا عن كل عملية تنوي تأجيل دفع مستحقاتها لمدة شهر!! قلت هذه هي المكافأة؟ قال نعم.. قلت وهل هناك مكافأة بفلوسي أو على حسابي؟ سبحان الله بنوكنا مثال أنموذجي ل»ياكل وهو طالع وياكل وهو نازل» يوهمونك بالهدايا والمكافآت وهي من جيبك، المشكلة مع البنوك ان تأخرت عن السداد تدفع الفائدة وان التزمت ايضًا تدفع الفائدة وبنوكنا «وسيعة» وجه بالدفع. المشكلة مع البنوك إن تأخرت عن السداد تدفع الفائدة وان التزمت ايضًا تدفع الفائدة وبنوكنا «وسيعة» وجه بالدفع.. هذه مهمة أخرى يجب إضافتها للمهام الكثيرة المناطة بمؤسسة النقد ووزارة التجارة وحماية المستهلك وهي مراقبة العروض الترويجية، وهل هي فعلًا عروض أم مجرد اسم فقط؟! هذه مهمة اخرى يجب اضافتها للمهام الكثيرة المناطة بمؤسسة النقد ووزارة التجارة وحماية المستهلك وهي مراقبة العروض الترويجية، وهل هي فعلًا عروض ام مجرد اسم فقط، والا فهي عملية مبيعات بحتة، فكثير من المحلات التجارية تتلاعب بالأسعار والجودة والنوعية وحتى تاريخ الصلاحية كما تشاء دون رقيب ولا حسيب، الغريب ان كل ذلك يُمارس في العلن وأمام الناس وليس خفية أي أن اقل وأدنى درجات الرقابة كفيل بكشف التلاعب الا ان الجميع يغط في سبات عميق ونحن وحدنا مَن يدفع الثمن. لا اعلم إلى متى سيكون المواطن ضحية الرقابة المعدومة، فالصحف يوميًا تنشر قصصًا بالعشرات للتلاعب حتى بالاطعمة التي تدخل جوفنا وتهدّد حياتنا ولا مجيب، مجرد حملات رقابية من بعض الجهات المسؤولة لعددٍ من المطاعم مثلًا او المحلات التجارية لفترة وجيزة من الزمن ثم تعود لتغط في سباتها من جديد وكأنها فقط تريد أن تقول: ها نحن هنا، ولكن مكانك سر. قبل ان اختم احب أن ابيّن لكم حظي في الهدايا، فلم أفز يومًا ما بهدية إلا وكانت هدية بائسة، فقد فزت بعدة هدايا كلها لم تتجاوز المطبخ، فمرة بطقم أوانٍ ومرة بكوب ومرة بدورة حاسب آلي نسائية، وآخرها كانت هدية بعد تجديدي اشتراكي في الجريدة وكانت عبارة عن آلة لتقطيع السلطة والخضراوات. بإذن الله ألقاكم الجمعة المقبلة.. في أمان الله. Twitter: @Majid_Alsuhaimi