من المفترض أن تكون كثير من الجهات الخدمية حريصة على عملائها كمبدأ من أهم وأركز مبادئ تقديم الخدمة,هذا عندنا لا يصل إلى درجة كبيرة في القطاعين الخاص والعام,وان حرص بعضها لسبب آخر غير سواد عيوننا فهو أمر جيد لأنه في النهاية حرص علينا من الظاهر والله وحده وسبحانه أعلم بالنيات. في السنتين الأخيرتين لاحظت حملة كبيرة من البنوك السعودية لعملائها للتنبيه والتحذير من أي اتصال أو بريد الكتروني يطلب تحديث البيانات ومعلومات خاصة مهمة وبأن من يقومون بهذا العمل هم من المتلاعبين واللصوص,وأن أي طلب لأية معلومة لن يكون إلا من خلال زيارة البنك أو عن طريق الاتصال بقنوات معينة محمية وليس مجرد اتصال عادي. ليت بقية القطاعات تحذو حذوها في الاهتمام وتوهمنا أنها تحبنا ولو وهماً وأعدهم أننا سنصدق,فتهتم بنا البلديات وتنجز طرقاتنا وتنهي تحويلاتنا , وتوفر لنا الصحة مرافق صحية نظيفة منظمة وخدمات جيدة ومواعيد متقاربة دون أخطاء ومصائب طبية وتشدد مراقبتها على المستشفيات الخاصة التي تلعب كما تشاء.قامت البنوك بحملة كبيرة متنوعة عن طريق رسائل الجوال والبريد الالكتروني وعن طريق الهاتف المصرفي عند تنفيذ أي خدمة وعلى مواقعها الالكترونية وبشكل مكثف ولمدة طويلة وتكرار كثير,اعلم ويعلم الكثيرون أن البنوك لا تفعل ذلك من أجل عيوننا وسوادها بل من أجل ألا تتضرر هي في المقام الأول لأنها تستفيد قبلنا من دراهمنا المودعة عندهم في تشغيل استثماراتها لأكبر قدر من الفائدة التي تدخل إلى جيوبها دون أن نستفيد نحن بأي شكل من الأشكال دون الخوض في آليتها وموافقتها للشريعة السمحة,وإلا لجلست البنوك على»بساط الفقر»فكل ما تجنيه على ظهورنا ولا تقدم لنا شيئا,قد يقول البعض بأني أتجنى على البنوك ولا أملك دليلا,فأقول تفضلوا الدليل,البنوك لم تقدم أي خدمة للمجتمع أبدا رغم أنها تجني أعلى عوائد البنوك في العالم,لم تساهم بأي شيء في المجتمع لا في بناء مدارس أو مستشفيات أو دور للرعاية والأيتام ولا يحزنون,أما الدليل الآخر فإنها لا تقدم ذلك من أجلنا إنها تستغل أي فرصة لنهش جيوبنا كما يفعلون في القروض والبطاقات الإتمانية وفوائدها التي تأتي لهم من كل حدب وصوب «بالطالعة والنازلة». عموما ولأكون منصفا رغم كل ذلك فمن الجيد أن تنبهنا البنوك عن المحتالين , فنحن لسنا بحاجة إلى المزيد منهم فلدينا ما يكفي ممن يتسابقون على شفط جيوبنا من بنوك وشركات الاتصالات وتجار السلع والرسوم الحكومية وتكاليف المعيشة بشكل عام. ليت بقية القطاعات تحذو حذوها في الاهتمام وتوهمنا أنها تحبنا ولو وهماً وأعدهم أننا سنصدق,فتهتم بنا البلديات وتنجز طرقاتنا وتنهي تحويلاتنا , وتوفر لنا الصحة مرافق صحية نظيفة منظمة وخدمات جيدة ومواعيد متقاربة دون أخطاء ومصائب طبية وتشدد مراقبتها على المستشفيات الخاصة التي تلعب كما تشاء , وتوفر لنا وزارة المواصلات شيئا من اسمها «مواصلات» كبقية دول العالم لأننا لا نملك وسائل إلا السيارة والسيكل فقط , والتعليم أن ينهي لنا مناهج الكتب الثقيلة ومناهج «احفظ وسمّع» ونستبدلها بمناهج معاصرة لحياتنا معلوماتياً وتقنياً , وتتعامل مع المدرسين والمدرسات بالتعيين على أساس صحيح مثل أساس»الشطرنج» وطريقة تحريكه , وليس على طريقة «الكيرم» وتشويته. ليتهم ينظرون لنا مثل البنوك بأننا كالدراهم إن تضررنا تضرروا معنا فدراهمهم من دراهمنا , فكلنا نسبح في نفس الفلك وفي مركب واحد.بإذن الله ألقاكم الجمعة المقبلة,في أمان الله. [email protected] - Twitter: @majid_alsuhaimi