لا أدري لماذا تقلقني ظاهرة الغلاء المستشري في أسواقنا؟ ولا أردى لماذا يخالجني شعور بأن تغافل الجهات الرقابية الأمر، وعدم تفعيل الأنظمة. هو سبب جوهري من أسباب هذا الغلاء؟ بالأمس، رأى أصحاب مخابز في المنطقة الشرقية، أن أسعار منتجاتهم لا تفي بحجم مصروفاتهم، فرفعوا من تلقاء أنفسهم أسعار الخبز لديهم 50 بالمائة. ذكرت هذا المثال تحديداً، لأنه مرتبط بسلعة أساسية، تحظى بدعم الحكومة، ويفترض أن تنال حظها من مجهود الجهات الرقابية، لضمان وصولها إلى المستهلك النهائي بكامل مواصفاتها الفنية، وسعرها الذي وضعته الدولة، جرأة مخابز في تجاوز الخطوط الحمراء في سلعة الخبز، يشير إلى مخاطر مستقبلية بتجاوز المزيد من الخطوط الحمراء، وعلينا ننتظر ماذا بعد الخبز. وتتجسد ظاهرة الغلاء أكثر وأكثر في الاحتكار الذي تمارسه والوكالات الحصرية في مجتمعنا، هذه الوكالات تبيع السلعة بأسعار عالية، لا مفر أمام المواطن من القبول بها، ثم تعود هذه الوكالات، لتبيع قطع غيار هذه السلعة، بأسعار من نار، ولا مفر أيضاً أمام المواطن من شرائها، يحدث هذا علناً أمام الجهات الرقابية والمعنية، التي تبارك الأمر، وتدعم التاجر على حساب المستهلك، وترى أن هذا التاجر يقدم خدمة جليلة للوطن والمواطن. هذه الوكالات تحدد الأسعار وفق هواها، دون أن يراجعها أحد في ذلك، وتحدد خدمات ما بعد البيع كيفما يحلو لها، وتفرض شروطها في عمليات الصيانة المجانية خلال فترة الضمان، وأيضاً لا مفر أمام المستهلك من القبول بها، بل لا يحق له أن يعترض أن حتى يتألم من شروط مجحفة تمارسها بعض الوكالات الحصريةأعتقد أنه جاء الوقت لإعادة النظر أمر الوكالات «الحصرية»، وفي ظاهرة الاحتكار الذي تمارسه. هذه الوكالات تحدد الأسعار وفق هواها، دون أن يراجعها أحد في ذلك، وتحدد خدمات ما بعد البيع كيفما يحلو لها، وتفرض شروطها في عمليات الصيانة المجانية خلال فترة الضمان، وأيضاً لا مفر أمام المستهلك من القبول بها، بل لا يحق له أن يعترض أن حتى يتألم من شروط مجحفة تمارسها بعض الوكالات الحصرية، التي تعتقد أو تظن أن هذه الوكالة حق شخصي لها، تستغله وفق هواها ومصلحتها الشخصية. لست ضد الوكالات، لكن ضد «حصرها» في مؤسسة أو شركة واحدة تحتكر السلعة، وتتحكم في السعر، ولست ضد أن تربح هذه المؤسسة من وراء وكالتها، لكن ب «المعقول» الذي تحدده الأنظمة التجارية، ولست ضد وكالة بعينها، وإنما أنا مع المواطن محدود الدخل، الذي يقع في موقع الفريسة، الكل يريد أن ينهش من لحمه، ومطلوب منه أن يقبل بالأمر الواقع. [email protected]