عند الحديث عن الغذاء يتبادر للذهن الحديث عن القمح، بصفته المحصول الغذائي لمعظم سكان العالم والمنطقة العربية، ولذلك يكون الحديث عن شح الغذاء - هو بالضرورة - حديثا عن شح في القمح، بجانب غيره من المحاصيل الغذائية الأخرى والمهمة في حياتنا. وإذا كانت هناك مبررات لحدوث فجوة غذائية في العالم الذي ما زال يكتوي بأسباب الأزمة المالية والاقتصادية وانعكاساتهما، وبالتالي نقصان في موارد الدخل وضعف في قيمة الشراء والتخزين سواء كان تخزينا غذائيا أو غيره من المنتجات الضرورية في حركة الحياة، فإنه لا مبرر لفجوة غذائية في المنطقة العربية. أقول ذلك لأن البلاد العربية غنية بموارد المياه والتي هي أساس حياة الإنسان والنبات، كما أنها غنية بالأراضي الزراعية الشاسعة الخصبة، ما يعني أن شح الغذاء ومن بين ذلك منتج القمح في المنطقة العربية لا مبرر له البتة، ذلك أن البلاد العربية تفتقد فقط لتكامل وعمل عربي مشترك على كافة المستويات. البلاد العربية غنية بموارد المياه والتي هي أساس حياة الإنسان والنبات، كما أنها غنية بالأراضي الزراعية الشاسعة الخصبة، ما يعني أن شح الغذاء ومن بين ذلك منتج القمح في المنطقة العربية لا مبرر له البتة. وبالتالي تبقى مسألة إقامة منتدى اقتصادي للقطاع الخاص في الرياض، لا جدوى منها إن لم تشخص مشكلة أسباب تعزيز العمل العربي خاصة في مجال التكامل الزراعي والعمل على توفير آليات عمل حقيقية، مناط بها تنفيذ مشروع عملاق يعنى بزراعة محصول القمح. وإذا استطاعت القمة الاقتصادية أن تستغل وتوظف إمكاناته لتحقيق هذا الحلم المشروع، يكون بالفعل قد ساهم وبشكل فعال في ليس فقط في سد فجوة البلاد العربية من الغذاء بل يستطيع أن يصمد أمام موجة من موجات شحّ الغذاء وما تصاحبه من تقلبات الأسعار في الأسواق العالمية. وهذا ليس صعب المنال، فقط تحتاج إلى عزيمة وإرادة توفر آلية ناجعة لتنفيذ هذا الأمر المهم، تتولى المشروع من كل النواحي الاقتصادية والعلمية، حيث يمكن الاستعانة بخبراء ومختصين في المجال الزراعي لتحسين ورفع إنتاجية القمح، من خلال استثمار الإمكانات الزراعية والبحثية الكبيرة التي تتمتع بها البلاد العربية، وتحويلها إلى فرص عمل وإنتاج نوعي في عالم الاقتصاد والغذاء. ويمكن كذلك أن يتم تخصيص مركز بحثي معني بزراعة وإنتاج القمح، يهدف بالمقام الأول نشر وتوطين الأصناف المحسنة وخاصة من القمح ذات المواصفات الإنتاجية والتكنولوجية العالية والتي تمكنها من التأقلم البيئي وتحمل الظروف القاسية التي قد تتسبب فيها المتغيرات المناخية.