تزايدت أعداد المستخدمين المستفيدين من خدمات الاتصال المجانية عبر تطبيقات الهواتف الذكية بسبب إدخال كل من شركة بلاكبيري وفيسبوك خدمات «VoIP» في أنظمتها لجذب المستخدمين خلال الفترة الماضية، مما قد يبعدهم تدريجيا عن استخدام المكالمات الهاتفية والفيديوية التقليدية بشكل ملحوظ وذلك بسبب توافر سرعات وسعات إنترنت مناسبة لتشغيلها عبر خدمات البيانات أو الشبكات اللاسلكية. وذكرت مصادر صحفية عن تجاوز عدد مستخدمي المكالمات الهاتفية عبر تطبيق «VIBER» حاجز ال 100 مليون مستخدم من المستفيدين من خدمات الاتصال المجاني والرسائل النصية وتبادل الصور داخل التطبيق بشكل مجاني، وأن هناك أكثر من 2 مليار دقيقة اتصال وأكثر من 6 مليارات رسالة نصية ترسل كل شهر، وبمعدل 10 ملايين مكالمة يوميا، خاصة بعد انتشار وتوفر سعات وسرعات الإنترنت العالية وإطلاق خدمات الجيل الرابع. لم يقتصر الاستخدام على تطبيقات المكالمات الهاتفية فحسب بل تطور الأمر إلى توجه عدد كبير من المستخدمين إلى استخدام المكالمات الفيديوية. ويقول خبراء تقنيون :إن مستخدمي الهواتف في المملكة دخلوا مرحلة جديدة من تطور عالم الاتصالات بسبب ظهور الجيل الرابع واستخدام تقنياته في المملكة والذي وفر سرعات تصل إلى 100 ميغا بايت في الثانية، مما جعل الاعتماد على خدمات البيانات والإنترنت عبر الشبكة الهاتف أكثر من الاعتماد على المكالمات التقليدية عند شريحة كبيرة من المستخدمين، والتي جعلت الاعتماد على برامج المكالمات عبر الإنترنت أسهل للاستخدام و ذا كفاءة وسرعة عالية، دون حدوث أي تأخر في إرسال الصوت و استقباله نظرا لحجم وسرعة حزم البيانات الهائل الذي يستخدمه هذا الجيل، إلا انه على الصعيد الآخر يواجه بعض المستخدمين مشاكل في تغطية وتوافر هذه الشبكات واستقرارها. ولم يقتصر الاستخدام على تطبيقات المكالمات الهاتفية فحسب بل تطور الأمر إلى توجه عدد كبير من المستخدمين إلى استخدام المكالمات الفيديوية، حيث تجاوز عدد مستخدمي تطبيق «TANGO» لمكالمات الفيديو المجانية سقف ال 45 مليون مستخدم بشكلٍ يومي، 40 بالمائة منهم مستخدمون نشطون للتطبيق. ويقول خبراء إن مكالمات الفيديو المدفوعة «Video call» العاملة بتقنية الجيل الثالث المقدمة من قبل شركات الاتصالات لم تعد بنفس الأهمية التي كانت عليها عند إطلاقها في العقد الماضي، خاصة مع بداية شبكات الإنترنت عبر الجيل الثالث التي كانت تعتبر القفزة النوعية وأوسع الأبواب لبداية استخدام التطبيقات المعتمدة على شبكة الإنترنت. وقال مهندس الشبكات محمد مرزوق إنه في ظل التطور التكنولوجي لأنظمة الاتصالات الرقمية الحديثة ولدت تقنية «VoIP» في منتصف التسعينات وهي تستخدم الشبكات والإنترنت كبنية تحتية لها وعمل من خلالها, لتتساوى مع أنظمة الاتصالات التقليدية لكنها تقل عنها في التكلفة وتزيد عليها في الأداء والجودة، إلا أنها تتطلب استقرارا في اتصال الإنترنت. وأضاف أن من أهم فوائد هذه التقنية أنها ساهمت كثيرا في خفض تكاليف الاتصال، وغالبا ما تكون مجانية لأنها تعتمد على الإنترنت أو الشبكة الداخلية، والتكلفة الوحيدة لها هي تكلفة تنصيبها على الشبكة وتطوير التطبيق المناسب لها، وتعرف تقنية «VOIP» بأنها تقنية لنقل الصوت باستخدام الشبكات أو الإنترنت من خلال بروتوكول الإنترنت «IP» وهو الذي يكون نقطة الاتصال بين المستخدمين. وأشار إلى أن تقنية «VoIP» تميزت بأنها من أوائل التقنيات في مجال نقل الصوت في الشبكات والإنترنت اعتمادا على بروتوكول «IP» إذ تعمل هذه التقنية على تحويل الإشارات المستمرة «Analog Signals» من الهاتف إلى إشارات رقمية «Digital Signals» وبيانات ويتم تقسيمها، ثم ترسل على شكل حزم رقمية في عدة مسارات من خلال الإنترنت وعند وصول هذه الحزم إلى الوجهة المطلوبة تقوم بإعادة تجميع الحزم المرسلة وتحويلها إلى أصوات لكي يتم سماعها بشكل واضح على عكس الاتصالات المعتادة فهي تستخدم مسارا واحدا محددا. وكشفت دراسة لشركة «Point Topic» المتخصصة في الأبحاث أن عائدات المكالمات الهاتفية عبر الانترنت سوف تزداد الى أكثر من الضعف لتصل الى 40 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، إضافة إلى أن المكالمات الصوتية عبر تقنية «VoIP» ازدادت بنسبة 12.6 بالمائة خلال العام 2010 و بعوائد عالمية وصلت الى 17.3 مليار دولار. وفي سياق متصل، قالت اللجنة الاتحادية للاتصالات في الولاياتالمتحدةالأمريكية « FCC» إن المستخدمين التقليدين والشركات استخدموا الاتصال عبر VoIP بنسبة ازدادت 21 بالمائة، أما المكالمات الهاتفية التقليدية فقد انخفض استخدامها بنسبة 8 بالمائة. ويذكر أشهر برامج الاتصال الهاتفي والفيديو المجانية قد دعمت أغلب أنظمة التشغيل العاملة على الهواتف الذكية مثل بلاكبيري وويندوز فون وأندرويد و»ios» ونظام بادا، هي «Tango» و»Viber» و»SKYPE» إضافة إلى برنامج المحادثات الخاص بهواتف بلاكبيري «BBM» وتطبيق « facebook messenger» الخاص بشبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، إضافة إلى أن هذه التطبيقات والخدمات ولم تقتصر على الهواتف الذكية فحسب بل وصلت إلى الآن إلى الأجهزة اللوحية وأجهزة تشغيل الموسيقى كونها تستخدم نفس أنظمة التشغيل.