وقعت اشتباكات وصفت بالعنيفة في مخيم اليرموك في دمشق بين عناصر الجيش السوري الحر وقوات النظام الحاكم. كما تعرضت مناطق واسعة في ريف دمشق ودير الزور وحلب لقصف شنته القوات النظامية، وقدم السوريون قرابين جديدة لثورة الكرامة، فقد قتل واصيب العشرات الاثنين بنيران قوات النظام، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام قرب مبنى بلدية اليرموك في شارع فلسطين، واقتحمت قوات النظام قرية المسطومة في إدلب من ثلاثة محاور وسط حملة مداهمات وحرق للمنازل، وتجدد القصف العنيف على داعل في درعا. واندلعت الاشتباكات بمخيم اليرموك قرب شارع راما وشارع الثلاثين ومحيط قسم الشرطة. وبمحيط العاصمة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قصف القوات النظامية شمل مناطق في معضمية الشام وبيت سحم والزبداني ودوما وعربين. كما أفاد بوقوع اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في بلدة عقربا، وفي محيط إدارة المركبات بين عربين وحرستا. وفي ريف دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة: إن قوات النظام قصفت مدينة داريا بالدبابات تزامنا مع «حصار خانق». كما وقعت اشتباكات بين الثوار وجيش الأسد في محيط المدينة. أما في حلب، فقد ذكر ناشطون أن قذائف عدة سقطت على أحياء بالمدينة منها حي السكري، مؤكدين أن إحداها أصابت حافلة نقل ركاب مما أدى لمقتل خمسة أشخاص وجرح 15 آخرين. وأكد الناشطون تعرض أحياء الحيدرية والشيخ خضر ومساكن هنانو وبستان الباشا وكرم الجبل لقصف شديد من جانب قوات النظام، مشيرين لاستمرار الاشتباكات العنيفة في حيي صلاح الدين وكرم الجبل بالمدينة. وبمحيط العاصمة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قصف القوات النظامية شمل مناطق في معضمية الشام وبيت سحم والزبداني ودوما وعربين. كما أفاد بوقوع اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في بلدة عقربا، وفي محيط إدارة المركبات بين عربين وحرستا. وفي محافظة إدلب، دارت اشتباكات متقطعة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره عناصر الجيش الحر منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في أكتوبر الماضي، وفق المرصد. وفي سياق مواز، استمر مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام وعدة كتائب أخرى في محاصرة مطار تفتناز العسكري الذي تدور بمحيطه «اشتباكات خفيفة». وفي دير الزور، قالت لجان التنسيق المحلية: إن قوات الأسد قصفت بالمدفعية أحياء عدة لاسيما حيي الحويقة والحميدية. وأكد الثوار أنهم أعطبوا آليات عسكرية لقوات الأسد قرب فرع الأمن السياسي بعد اشتباكات وصفوها بالضارية مع الجيش الحكومي. وقالت شبكة شام: إن طائرات مروحية قصفت بالصواريخ منجم الملح في ريف دير الزور، بالتزامن مع قصف عنيف بمدفعية ثقيلة على بلدة الخريطة. وواصلت القوات النظامية السورية قصف مناطق في ريف دمشق ما تسبب بمقتل خمسة اشخاص بينهم اربعة من عائلة واحدة في بلدة كفربطنا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيانات متتالية: إن مدينتي دوما وداريا في ريف دمشق تعرضتا للقصف من القوات النظامية، وشوهدت تعزيزات عسكرية مؤلفة من عدد من الآليات العسكرية وناقلات الجند متوجهة الى داريا التي تحاول القوات النظامية منذ اسابيع فرض سيطرتها الكاملة عليها. وقالت لجان التنسيق المحلية في بريد الكتروني: إن القصف يستهدف بيت سحم لليوم الاربعين على التوالي وسط انقطاع الماء والكهرباء والاتصالات ونزوح معظم اهالي البلدة. موقع المرصد من جهته انتقد المرصد السوري لحقوق الانسان اقدام ادارة موقع «يوتيوب» الالكتروني لبث الاشرطة المصورة، على اغلاق قناته الخاصة للمرة الثانية خلال شهرين. وقال المرصد: إنه يواجه منذ فترة صعوبات في التعامل مع موقع يوتيوب بسبب اختلاف التفسير الخاص بقضايا تتعلق بنشر فيديوهات مثيرة للجدل تتعلق بانتهاكات حقوق الانسان في سوريا، مشيرا الى أن هذه الصعوبات «وصلت الى درجة قيام ادارة الموقع باغلاق قناة المرصد للمرة الثانية خلال شهرين». واشار الى ان الادارة «ادعت ان المرصد انتهك سياستها ونشر مقاطع تثير الخوف او الرعب والاشمئزاز»، معتبرا ان «ما يساهم في تفاقم الامور اكثر هو عدم ادراك ادارة «يوتيوب» اهمية هذه الاشرطة في «نشر حقائق ما يجري على الارض في سوريا». واكد المرصد انه «لم ينتهك سياسة الموقع في ما يتعلق بإثارة الفزع او الخوف»، لا سيما ان «جهات اخرى تنشر ما هو ابشع بكثير»، مؤكدا انه يحرص على الاشارة الى الفئة العمرية التي يمكنها مشاهدة الاشرطة. وطالب المرصد موقع يوتيوب «بإعادة فتح القناتين فورا ودون اي تأخير». الأسد يذكر بالقذافي من جهتها قالت جريدة «ديلي تلغراف» البريطانية: إن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أعاد التذكير بالأيام الأخيرة للدكتاتور الليبي معمر القذافي، مشيرة إلى أن الأسد استخدم نفس العبارات التي كان يستعين بها القذافي في خطاباته قبل سقوطه بفترة وجيزة. وأشار تقرير لمحلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة البريطانية ريتشارد سبينسر إلى أنه «حتى الهتافات التي أطلقها الجمهور لدعم وتأييد الأسد هي نفس تلك التي كان يطلقها مؤيدو القذافي خلال خطبه». وبحسب الصحيفة البريطانية فإن الكلمات التي استخدمها الأسد: «القاعدة»، «الإرهابيون الأجانب»، «المسلحون المجرمون».. كلها مفردات سبق أن استخدمها القذافي قبل سقوطه، ومن ثم مقتله على أيدي الثوار. ويقول التقرير: إن الشعور الذي كان سائداً إبان فترة حكم القذافي أنه -أي القذافي - كان سعيداً بالقتال، وإنه كان يفضل الموت على الاستسلام أو التسوية مع المقاتلين، أما بشار الأسد فهو يقدم نفسه على أنه يتمتع بسيطرة كاملة على الأحداث، وهو ما يُظهر تناقضاً بين خطابه وبين حقيقة الأحداث على الأرض. وحول المبادرة التي طرحها الأسد تقول «ديلي تلغراف»: إن الوضع على الأرض لو كان كما يصوره الأسد فإن المقاتلين سوف يقبلون بها، بما تتضمنه من تسليم لأنفسهم وأسلحتهم والجلوس على مائدة الحوار، إلا أن الوضع على الأرض في سوريا ليس كذلك اليوم، كما تقول الصحيفة. وتتابع: «بشار الأسد عاش تفاؤلاً مبالغاً به، بينما هزيمته باتت وشيكة، ولا يوجد أي أمل في أن يوصف كفائز».