يتعامل الرجال مع مسألة تعدد الزوجات تعاملاً لا انساني يضرب بالتعاليم الإسلامية عرض الحائط فهي تعاليم مقيدة وليست مطلقة ومع هذا صارت عند كثير منهم أسهل من شربة الماء بالنسبة لهم ولا تواجههم فيها إلا عقبة واحدة هي كيف تخبر زوجتك بذلك ؟ وكأن الأثر ينتهي بالإخبار فقط !! الرغبة في الزواج من ثانية وثالثة ورابعة لا مبرر لها سوى الرغبة في التغيير فقط وبعضهم يترك محل الرابعة شاغراً من حين لآخر حتى يتمكن من التجديد المستمر وهؤلاء حالهم وحال نسائهم وأبنائهم لا يسرهم ولا غيرهم . لكن الذي يتزوج بثانية بعد عشرة طويلة وبدون أسباب واضحة بل ان بعضهم لديه الزوجة الجميلة العاقلة التي تدير بيتها بكل اهتمام وحب وحريصة على إرضاء الزوج في كل تفاصيل الحياة اليومية .مثل هذا ما عذره أمام الله حين جرحها في صميم مشاعرها وحين سكب لوناً أسود على عشرة طويلة فشوهها وحول الضحكة إلى غصة والمؤلم أنهم يتعاملون مع الأمر وكأنه مزحة ولا يدركون مدى الدمار النفسي الذي يتسببون به لنسائهم وبعضهم يعتبره شكلاً من أشكال المرجلة وهو في الحقيقة خلاف ذلك تماماً. جلست أكثر من مرة مع نساء شابات أو من هن في الأربعينيات والخمسينيات فيهن مواصفات يتمناها كل رجل في امرأته ومع هذا نسف رجالهن كل ذلك مقابل الاستمتاع بالتغيير وقد تكون الثانية أقل تواؤماً معه وأقل جمالاً واهتماماً به ولكن هذا مايحدث عندما تسيطر تلك الرغبة المجنونة على الرجل فلا يرى قبح فعله على قلوب حطمها بيده ولا يتصور ذلك السعير الذي يلتهب بين الأضلع حرقة على عدم التقدير والإنصاف واكتواء بنار الإهانة التي تتجرعها بمرارة شديدة وتحول مكاتب سرية في المجالس الرجالية لمثل تلك الدعوات بعضهم يطمع في المال الذي سيقدم له عندما يتسبب في تلك الكارثة الإنسانية وبعضهم يعرض المال للمساهمة في تزويج المتزوج بأخرى وبعضهم يؤلف كتاباً يضع فيه خطة تلو أخرى عن كيفية اقناع الزوجة بالموافقة على زواج زوجها أو كيفية اخبارها بزواجه بعد أن ينفذه بخديعة ما !! كل يوم مر عليها مع زوجها إلى ذكرى مؤلمة بعد أن كانت لحظات اختصرت لها السعادة وقدمتها في كأس هنية . يعيشن ويواصلن حياتهن وطيف الخيانة الشرعية لا يغيب عن أفئدتهن أراه في عيونهن ألم صامت لا تزيحه الضحكات وتحويل الموضوع إلى نكتة تتندر بها عليه أو على زوجته الأولى أو على الوضع المشترك القبيح والأقبح ما يفعله بعضهم من سعي حثيث للتبرير والدعوات الواسعة للزواج بأخرى بلا سبب يعقل فهي دعوة مفتوحة تزوج من أجل الزواج فقط ومن أجل المتعة الجديدة ومن أجل استعراض القوى الجسدية . مكاتب سرية في المجالس الرجالية لمثل تلك الدعوات بعضهم يطمع في المال الذي سيقدم له عندما يتسبب في تلك الكارثة الإنسانية وبعضهم يعرض المال للمساهمة في تزويج المتزوج بأخرى وبعضهم يؤلف كتاباً يضع فيه خطة تلو أخرى عن كيفية اقناع الزوجة بالموافقة على زواج زوجها أو كيفية إخبارها بزواجه بعد أن ينفذه بخديعة ما !! تناولوا موضوع الزواج الثاني في مجالسهم وتعاملوا معه كمغامرة فيها من التسلية والنكتة شيء كثير رغم أن الأمر في القرآن الكريم له وجوه أخرى جادة وعلاجية ليس للفرد فقط بل للمجتمع ككل ولكن من يسارعون للزواج لا يتحرون شيئاً من ذلك فيبتعدون عن التوجيه الرباني إلى اتباع الهوى ولا ينظرون إلا لجزء من آية ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) ويصدون عما قبلها وما بعدها وما يرتبط بها في آيات أخرى . سيطر هاجس الخيانة الشرعية على العقل المذكر حتى كانت في يوم ما بنداً من بنود خطاب سياسي !! وتحول إلى وسيلة مصطنعة للتأديب وغير ذلك من الحجج التي سيحاسبهم الله عليها وعلى سوء تفسيرهم لكتابه الكريم. Twitter: @amalaltoaimi