أعلن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي اليوم الثلاثاء انه "مستعد للمثول أمام القضاء" في اقليم كردستان الشمالي، بعد صدور مذكرة توقيف في حقه على خلفية تهم "تتعلق بقضايا ارهاب"، ويعتقد أن نوري المالكي رئيس الورزاء الذي طلب سحب الثقة من نائبه صالح المطلك ارفع مسئول في الحكومة ممثل للتيار العربي، هو الذي يحرض على محاكمة الهاشمي. وقال الهاشمي في مؤتمر صحفي عقده بمدينة اربيل، كبرى مدن الاقليم الكردي : "أقترح تحويل القضية الى اقليم كردستان وعلى هذا الأساس أنا مستعد للمثول أمام القضاء". وطارق الهاشمي هو ممثل التوجه العربي في الرئاسة العراقية، ولا يثق في القضاء ببغداد الذي يخضع لهيمنة خصومة الموالين لإيران التي تمارس أذرعتها العراقية إقصاء علنياً للعرب، لهذا طالب نائب الرئيس العراقي بأن "يحضر التحقيق والاستجواب ممثلون عن الجامعة العربية ومحامون عرب من أجل ضمانة التحقيق". وكان مصدر قضائي عراقي رفيع المستوى أبلغ فرانس برس مساء الاثنين ان "هيئة قضائية خماسية أصدرت مذكرة اعتقال بحق الهاشمي وفق للمادة 4 ارهاب"، وهو ما أكده مصدر أمني رفيع المستوى، وجاء ذلك في وقت كانت قناة "العراقية" الحكومية تعرض ما ذكرت انها "اعترافات لافراد حماية الهاشمي" بشأن ارتكاب "أعمال ارهابية". وتحدث ثلاثة أشخاص عن قيامهم بمهام اغتيال وزرع عبوات ناسفة قالوا : إنها كانت بتكليف من الهاشمي وأحد مساعديه الكبار. ومنذ سنوات دأبت قناة العراقية الموالية للمالكي الذي يخضع للنفوذ الإيراني على عرض عرب يعترفون بارتكاب جرائم إرهابية في العراق. وكان مصدر أمني رفيع المستوى قال في وقت سابق: إن "لجنة قضائية خماسية قررت منع سفر طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، وعدد من أفراد حمايته على خلفية قضايا تتعلق بالارهاب". وكانت السلطات العراقية أرغمت الهاشمي مساء الاحد على مغادرة طائرة بسبب وجود مذكرتي توقيف بحق اثنين من حراسه الشخصيين، قبل ان يجري توقيفهما ويسمح للهاشمي بالسفر الى السليمانية في اقليم كردستان. ونفى الهاشمي التهم الموجهة اليه، قائلا : إن "القضية سياسية"، وتابع "أقسم بالله العظيم اني لم أرتكب أي معصية بحق الدم العراقي". وتحدث كذلك عن مضايقات يتعرض لها منذ اسابيع، حيث قال : "منذ شهرين والدبابات تحاصر منزلي دون ان أعرف ما الاسباب". ودعا رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي أمس الثلاثاء الى تشكيل لجنة مشتركة تمثل كافة الكتل والفعاليات السياسية للاشراف على مراحل التحقيق مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بشأن التهم الموجهة اليه من افراد حمايته بالتورط في اعمال تفجير في البلاد، وقال النجيفي، في بيان صحفي: "في هذه الأيام تشتد التحديات على وطننا العزيز وتزداد ضراوتها وخطورتها من الخارج والداخل معا ، ويشتغل العابثون وذوو النيات السود على اشاعة الفرقة فيما بيننا لتحويل الوطن والشعب الواحد الى شعوب متنابزة بالانتقام". وأضاف "مع تصاعد رغبة الرموز الصادقة ودعواتهم الكريمة وبنيات طيبة لطرح المزيد من المبادرات ومواثيق الوئام الوطني من أجل تكريس الشراكة الحقيقية وترسيخ المصالحة الوطنية حملت الينا ثنايا الاعترافات التي ظهرت على شاشة تلفزيون «العراقية» لبعض من حمايات نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي سيناريو النزوع الواضح نحو اشاعة الريب والظنون في ما بيننا، وطبعت بصمات صريحة للخطاب الطائفي وترويجه مما تركت نتائجها تأثيرات عميقة الأثر على نفوس الناس والمجوعات الاثنية المختلفة ورسمت ملاحمها تقويضا وتشكيكا واضحا لاستقلال القضاء وهيبته". وذكر أن الأمر يدعو " لاجراء تحقيق نزيه ومهني شفاف وفحص ونقاش موضوعي في غاية الأهمية مع ضرورة تشكيل لجنة مشتركة تمثل كافة الكتل والفعاليات السياسية للإشراف على مراحل التحقيق".