يكيكي بموضوعه بالأمس يريد ان يثير قضية غائبة عن أعيننا وأعين أجهزة الرقابة والسلطة الإدارية فى البلد، وتتمثّل في الحصانة التي يتمتع بها كبار التنفيذيين من مدير عام وجاي فى معظم أجهزتنا.. وهي ليست حصانة منصوص عليها فى النظام وليست شرعيّة وإلاّ لما طاردت أجهزة الرقابة والمتابعة الإدارية كبار التنفيذيين في الوظيفة العامة، لكن هي مجرد تعبيّر مجازي يستخدمه أخونا يكيكي من باب التحوّط ولكي لا ينزلق لمتاهة مقاضاة موجعة فيما لو استخدم مفردات تغوّل وتنفّذ وإساءة استعمال سلطة كونها عصيّة على الإثبات ويمكن تطلع منها مدانا وخالي الوفاض.. يهمني أنا بالدرجة الأولى مسألة التغطيّة والحنان والطبطبة التي يحمي فيها كبار التنفيذيين في أجهزتنا العامة مديري العموم في المناطقيكيكي يريد ان يقول: إن متابعة أجهزتنا الرقابية والمتابعة الإدارية بمجرد أن توجه من خلال الحاكم الإداري في المنطقة بما لديها من معطيات وتوصيات لا تلاحق الجهاز المركزي لإنفاذ ما تم التوجيه به للصالح العام.. ويريد يكيكي ان يقول ايضا: إن هذا قصور فلماذا لا يعقّب على الجهاز عشرات المرات وإن لزم الأمر الرفع لمقام وزارة الداخلية كجهة معنية لإجبار مسؤولي الجهاز ممن يتسترّون على زملاء لهم يعزون عليهم كثيرا وطز فى المصالح العامة والخاصة للبلد على تنفيذ التوجيهات؟!! ومع وجاهة كل ما يحكي فيه اخونا يكيكي، ومع تسليّمي معه بضعف المتابعة وقلة حيلة أجهزة الرقابة فى إنفاذ تعليمات الجهات الرسمية الصادرة بحق كبار مسؤولي أي جهاز، يهمني انا بالدرجة الأولى مسألة التغطيّة والحنان والطبطبة التي يحمي فيها كبار التنفيذيين فى أجهزتنا العامة مديري العموم في المناطق والوكلاء والنواب من الحبايب من طائلة العقاب عندما يثبت ارتكابهم خروقات بحق النظام والمال العام؟!! وكيف يمكن حماية أنظمة الدولة وتوجيهات الحكومة والمال العام وحقوق الموظفين والمواطنين المستفيدين من خدمات الجهاز ؟! وكيف يمكن ان تكون لدينا محاسبة وشفافية وعدالة مؤسسية وضوابط للإنتاجية لأي جهاز يستطيع كبار مسؤوليه مخاتلة التوجيهات الحكومية والأوامر والأحكام غير القابلة للأخذ والرد والتسويّف والمماطلة وكأنه لا سلطة عليهم؟! فعلا نحن أمام مأزق غير طبيعي . .. غدا نكمل حكاية يكيكي مع الفساد. [email protected]