اعلن اليوم وزير العمل عن بدء التسجيل في برنامج «حافز» لصرف اعانة الباحثين عن العمل او كما يسميها اكثرنا اعانة العاطلين عن العمل. ان العاطلين عن العمل ليسوا جميعا على مستوى واحد فمنهم من كان ولا يزال يبحث عن عمل.. ومنهم من «كبر الوسادة» ونام بانتظار من يقدم له العمل على طبق من ذهب.. ولهذا فليس كل عاطل مستحقا للاعانة، تقول احدى الامهات وهي أم لشاب ترك دراسته الجامعية وانزوى في بيته لسبب لا يراه الا هو!! تقول الام لن اسمح لابني بالتسجيل في ذلك البرنامج للحصول على اعانة فهو وأمثاله لا يستحقونها وما تقوله هو عين العقل فهذا الشاب وأمثاله ستكون الاعانة وبالا عليهم يزيد طينهم بلة وهذا الطين لن يعلق بهم وحدهم وانما بالمجتمع ككل. يجب ان يعرف المعان انه مراقب وان هناك من يتابع جديته ومثابرته وحرصه على الاعانة المالية وعلى الحصول على العمل فيما بعدوعندما كتبت سابقا عن التجنيد الاجتماعي أشرت إلى أهمية تضافر الجهود في الاستفادة من تلك الإعانة بشكل ايجابي وذلك عن طريق دفع كل من يستلم الاعانة الى العمل في جهة ما من القطاعين العام والخاص ولو كان هذا العمل لا تزيد ساعاته عن 6 في اليوم الواحد ولكنها على الاقل تكسبه خبرة ومهارة ومعرفة بأساليب التواصل العملي، تلك الخبرة ستعينه على ايجاد وظيفة بشكل اسرع فكثير من الجهات تطلب من أي متقدم شهادة خبرة كان المتقدم دائما لا يحصل عليها لأنه لم يسبق له العمل.. وحتى تكون اعانة حافز اسما على مسمى فلنحولها فعلا الى حافز، فالاسماء التي تسجل للحصول عليها يجب ان توزع على جهات عملية مختلفة وفق التخصصات والرغبات والقدرات ويتم بعد ذلك متابعتهم من قبل وزارة العمل ومن قبل الجهات المعنية الاخرى مثل الجهة التي يعمل عليها التي ستمنحه في النهاية شهادة خبرة وغيرها من الجهات ذات الصلة المباشرة ويجب ان يعرف المعان انه مراقب وان هناك من يتابع جديته ومثابرته وحرصه على الإعانة المالية وعلى الحصول على العمل فيما بعد، ثم على تلك الجهات تقديم تقارير عن مستوى وعي وجدية وصلاحية ذلك الشاب للتوظيف. ان مثل هذه الخطوات قد تكفي المعان شر نفسه وتكفي الدولة شر تكرار صرف الاعانة لأعوام وأعوام دون فائدة تذكر.. أعرف فتيات يعملن منذ ثمانية أشهر بلا راتب ولكنهن يعملن ليخرجن من شرنقة الكآبة والاتكال إلى جو الحياة العملية ليكتسبن الخبرة وليجد ان انفسهن على رأس قائمة من يستحق التوظيف عندما تتوفر، نريد من برنامج حافز ان يهيئ الشباب ويعالج مشكلة البطالة بالتهيئة اولا ولا نريد له ان يكون حافزا لمزيد من البطالة. p style="text-align: justify;"