تترقب مصر، اليوم، نتائج الجولة الثانية من الاستفتاء على الدستور، والتي سيجري الاقتراع فيها في 17 محافظة تضم أكثر من 25 مليون صوت انتخابي، من شأنها أن تحسم بشكل كبير، ما إذا كان أغلبية المصريين ستقر المسودة النهائية للدستور أم لا.. فيما تتجه المؤشرات المبدئية إلى أن التصويت ب"نعم" سيكون سيد الموقف، رغم الجدل والانقسام الحاد على الساحة السياسية. وبدأ قرابة 85 ألف عنصر من القوات المسلحة، انتشارهم لتأمين مقرات الاقتراع، مع تأهب أمني غير مسبوق، تحسباً لأية أعمال عنف بين الفريقين المتصارعين، جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها من التيارات السلفية والدينية، وباقي القوى المدنية والأحزاب السياسية الرافضة. أزمة النائب العام من جهة أخرى، أثار عدول النائب العام المستشار طلعت عبدالله، عن استقالته التي تقدم بها قبل أيام. أزمة طاحة في الأوساط القضائية، التي اعتبرت تصرفه استهانة بها، رغم تأكيده أنها أي الاستقالة جاءت تحت إكراه. وتوالت ردود الأفعال العنيفة، على المستشار عبدالله، وقال قضاة إن محاولته تلك "سياسية" رغم إعلان مجلس القضاء الأعلى نفض يده من الموضوع، وتحويله برمته إلى وزير العدل للنظر فيه طبقا لقانون السلطة القضائية. الأمر الذي برره كثيرون، بأن المجلس لم يعين النائب العام في منصبه أصلا كما الأعراف القضائية ولكن تعيينه جاء من طرف رئيس الجمهورية، الذي عليه أن ينحي عبد الله، أو يحفظه في مكانه. جاء ذلك، فيما يعتزم أعضاء النيابة العامة، بمشاركة القضاة، الاحتشاد بنادى القضاة غداً الأحد، كما يتوجهون إلى دار القضاء العالى ومكتب النائب العام، احتجاجا على استمراره بالمنصب وتراجعه عن الاستقالة. وقال المستشار شادى خليفة، عضو مجلس إدارة نادى القضاة، وممثل مقعد النيابة العامة بالمجلس، إن كافة الخيارات التصعيدية مطروحة ومتاحة أمام أعضاء النيابة العامة حتى يترك المستشار عبد الله منصب النائب العام، بدءاً من تعليق العمل والاعتصام بمكتب النائب العام، مؤكداً أنهم مصرون على موقفهم الرافض لبقاء "طعلت" فى المنصب، ليس اعتراضا على شخصه، ولكن رفضا لتعيينه بطريقة غير شرعية مخالفة للقانون. توتر بالإسكندرية ميدانياً، وللمرة الثانية، اختطفت مدينة الإسكندرية، الساحلية، ثاني أكبر مدن البلاد، المشهد للمرة الثانية أمس، عقب صلاة الجمعة، حيث نشبت اشتباكات حادة، بين جماعة الإخوان ومعارضيها، وتحولت ساحة مسجد القائد إبراهيم، إلى ثكنة عسكرية، فيما استعرت اشتباكات بالأيدي والحجارة، بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري، محمد مرسي، ومشروع الدستور الجديد، خلال المظاهرات التي دعت إليها قوى إسلامية تحت عنوان "حماية العلماء والمساجد". ورغم هطول أمطار غزيرة، بدأ الصدام عندما انطلقت مظاهرات القوى المحسوبة على التيار المؤيد لمرسي عقب صلاة الجمعة وهي تهتف :"الله أكبر" وقابلتها مظاهرات أخرى، فصلت بينهما قوات الأمن بشكل ملحوظ، إلا أن عددا من الملثمين اشتبكوا مع أحد المؤيدين على طرف المسجد، ووقعت بينهم اشتباكات بالأيدى، تلاها انضمام العشرات للاشتباكات التي تطورت إلى تراشق بالحجارة وحالة كر وفر، تخللها إلقاء قنابل غاز مسيلة للدموع. هتافات واعيرة نارية وتطورت الأوضاع عندما قال خطيب المسجد، الشيخ أحمد المحلاوي في خطبته إن "محاصرة المساجد هي سابقة لم تحدث في تاريخ الإسلام إلا على أيدي الكفرة، لكن للأسف من حاصروا المسجد يوم الجمعة الماضي ليسوا كفرة، لكنهم عدد من المأجورين والمغرر بهم".. ليرد بعدها مؤيدوه هتافات "بالروح بالدم نفديك يا إسلام"، فيما هتف المعارضون "1.. 2.. أبوإسماعيل فين". وسُمع دوي إطلاق أعيرة خرطوش خلال الصلاة من الناحية الغربية للمسجد، ما جعل الأمن يغلق هذا الاتجاه أمام المعارضين.. فيما قالت أنباء إن مؤيدي المحلاوي تمكنوا من ضبط مجهولين بمحيط المسجد وضربهم، بعد أن اشتبهوا في كونهم معارضين حاولوا اقتحام تظاهراتهم. 5 إصابات ورصدت (اليوم) مشادات عنيفة، جددت مخاوف ما حدث الجمعة الماضية، خاصة بعد أنباء عن وصول المرشح الرئاسي السابق حازم أبو إسماعيل للمسجد، وتوافد أنصاره، فيما كشفت إحصائية مبدئية عن وقوع 5 إصابات جراء تبادل القذف بالحجارة بين تابعين لحركة "حازمون" ومعارضين لتيار الإسلام السياسي. وبينما أغلق طريق الكورنيش بسبب توقف حركة المرور عليه من قبل المتظاهرين، شكا مواطنون ل(اليوم) ما وصفوه بأنه استفزاز لهم من جانب القوى الإسلامية التي وضعت نقاط تفتيش على مداخل المسجد، مما أدى إلى منع العديد من المصلين من أداء الصلاة واضطرارهم إلى أدائها بمساجد أخرى قريبة. هدوء بالقاهرة أما في القاهرة، فقد سادت حالة من الهدوء بميدان التحرير صباح أمس، علي الرغم من التظاهرات التى دعت إليها العديد من القوى المدنية والثورية لرفض مشروع الدستور ومطالبة الجماهير بالنزول والاحتشاد أمام صناديق الاقتراع للمشاركة فى التصويت ب"لا" حتى يتم إسقاطه وتشكيل جمعية جديدة لكتابة دستور جديد يعبر عن المصريين. واحتشد العشرات من المتظاهرين فى الصينية الوسطى فى الميدان وسط سيولة لحركة المواصلات من جميع مداخل الميدان فى الوقت الذى بدأ بعض المتظاهرون فى إقامة منصة لأداء صلاة الجمعة من عليها بالاضافة إلى تجمع بعض المتظاهرين فى نقاشات جانبية. وشوهدالمئات وهم يتقاطرون عقب الصلاة، إلى محيط قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديد، فيما لا زالت بعض خيام الاعتصام موجودة، رغم الطقس البارد.