يعتبر حقل الشيبة النفطي أحد أبرز وأهم حقول الانتاج الحديثة في المملكة، ويقع الى الجنوب في الربع الخالي. ويبعد حوالي 10 كيلومترات عن الحدود الجنوبية لإمارة أبي ظبي، بدأت شركة أرامكو المملوكة من قبل الحكومة بضخ النفط من هذا الحقل سنة 1994م. ويمكن أن يضخ حقل الشيبة 600 ألف برميل يوميا لمدة 70 عاما، وهو حقل متوسط الحجم وبصفة خاصة عند مقارنته بمكمن الغوار العملاق الذي يضخ ملايين البراميل يوميا. غير أن الحقل يمكن أن يضخ نصف حجم إنتاج أصغر منتج في منظمة أوبك. وأثمرت الخبرة والعمل الجاد لفنيي ارامكو عن اكتشاف احتياطي مبدئي يبلغ 15.7 مليار برميل. وقد ضخ الحقل مليون برميل من النفط في نهاية 2003 بينما أضافت الشركة احتياطيا يقدر بمليوني برميل. وفي سنة 2007 وصفته صحيفة الجارديان بأنه "أقرب في قيمته إلى منجم الذهب منه إلى حقل النفط"، حيث يضخ يومياً 500,000 برميل من النفط الخام عالي الجودة بسعر لا يبتعد عن 100 دولار أمريكي لكل برميل، وتتابع "وهذا يعني عوائده تصل إلى 50 مليون دولار كل 24 ساعة". يبلغ طول خط أنابيب النفط من حقل الشيبة إلى بقيق هو 638 كيلومترا، في حين أن خط الأنابيب داخل حقل الشيبة نفسه يبلغ مجموع طولها 735 كيلومترا. وتوجد فيه منشآت سكنية لألف شخص، إضافة إلى المكاتب الإدارية، محطة إطفاء ومناطق ترفيهية وصيانة ودعم حلقات العمل. تنخفض درجات الحرارة في الحقل إلى 10 درجة مئوية في ليالي الشتاء، وترتفع إلى نحو 50 درجة مئوية نهارا في الصيف. العواصف الرملية تحدث بشكل منتظم. وتمثل زيادة إنتاج هذا الحقل واحداً من البرامج التي تهدف إلى زيادة إنتاج النفط السعودي من 11 مليون برميل يومياً، أي 13 بالمائة من الإنتاج العالمي، و30 بالمائة من إنتاج منظمة أوبك، إلى 12,5 مليون برميل يومياً في نهاية عام 2009. ومعلوم أن "ستاندرد آند بورز" قد صرحت في وقت سابق بأن احتياطيات المملكة النفطية تكفيها أكثر من 80 سنة مقبلة. لتخالف المملكة المسار العالمي لنفاذ الاحتياطي العالمي من النفط الذي سيكفي أربعين عاما، حيث قالت في حينها "تكفلت احتياطيات السعودية النفطية بأن جعلتها تستحوذ على نحو 25 بالمائة من إجمالي الاحتياطيات العالمية. وهي كافية في الوقت نفسه لاستدامة مستويات الإنتاج هذه أكثر من 80 سنة مقبلة".