مستقبل من المفترض أن يكون واعدا ومزدهرا ينتظر تجارتنا الإلكترونية التي أصبحت تعد في وقتنا الحالي مصدر دخل مهما جدا لكثير من الأفراد والشركات وهناك من يراها العلاج الناجح لتخفيض نسب البطالة إذا تم الالتفات لها ودعمها بشكل جدي. هذا المستقبل الذي يراه الكثيرون مزدهرا، يراه البعض على وشك السقوط وإن عاد سيستغرق وقتا طويلا كونها أصبحت تجارة صعبة المنال ومجالا قد يبتعد عنه الكثيرون بسبب الهواجس الأمنية التي تعتري كثيرا من بنوكنا المحلية ما يشكل جدارا فاصلا وعائقا أمام انتشارها بالمملكة بصورة أكبر. أما رواد التجارة الإلكترونية الحاليون فيرونه غامضا بسبب تخبط التنسيق بينها وبين البنوك بسبب ضعف آليات الدفع المتبعة في المتاجر الإلكترونية كونها لا تزال محدودة ومقتصرة على بطاقات التسوق مسبوقة الدفع مثل «ون كارد» أو «كاش يو» أو بطاقات ائتمانية، وهذا ما يجعل كثيرا من المستهلكين يفكرون لعدة مرات بثقة مهزوزة في حال أرادوا البيع أو الشراء عبرها ، فليست هناك طرق متطورة لآليات الدفع الإلكترونية، وإن وجدت فهي غير واضحة المعالم لكثير من المستهلكين. الأرباح والعوائد من بيع السلع في المتجر الإلكتروني قد لا تشجع الآخرين على الدخول في هذا المجال الذي نأمل أن يزدهر. فالهواجس الأمنية المبالغ فيها من قبل البنوك المحلية تؤثر على سهولة وسلاسة عملية الشراء والبيع كون أغلب البنوك المحلية لا تقدم خدمة الشراء عبر الإنترنت ما يضيع فرصة انتشار المنتج الإلكتروني، وسيزيد بالمقابل مخاوف المستهلك الذي يبحث عن أفضل العروض وأقل الأسعار في المتاجر على مدار الساعة. أما العائق الأهم فهو منظومة بوابات وآليات الدفع الإلكترونية التي هي في الواقع غير متوافرة بالصورة المطلوبة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر لم تتوافر لدينا حتى الآن آليات الشراء عن طريق الهواتف ، عبر شحن الرصيد من شركات الاتصالات والشراء عن طريق الرسائل النصية التي وإن طبقت فستحل الكثير من المشاكل وتزيد من ثقة المستهلك الذي يتمنى أن يصبح مستهلكا إلكترونيا. وهذا السبب الذي جعل أكثر من 70 بالمائة من المتسوقين عبر الإنترنت في المنطقة يختارون «الدفع النقدي عند التسليم» وهي الطريقة المفضلة للدفع بالنسبة لهم ، إلا أنها تفرض على المستخدم رسوما إضافية ، وبالتالي فهي لا تمثل التجارة الإلكترونية بمبدئها الأساسي، فالرسوم الإضافية التي تعتبر مرتفعة، قد تتجاوز قيمة المنتج المعروض في الأسواق التقليدية في بعض الأحيان، وبالتالي فإن الأرباح والعوائد من بيع السلع في المتجر الإلكتروني قد لا تشجع الآخرين على الدخول في هذا المجال الذي نأمل أن يزدهر.