لم يحسم شيء في هذا العام (2012)، هو عام الانتظار؛ فالربيع العربي لم يبرح مكانه سوى مزيد من القتل والدم وعدم الاستقرار في الجنبات التي غطتها "زهور" الربيع، وليس ثمة عنوان للربيع، بل هناك عناوين جميعها تنتظر عنوانا مع المنتظرين ومعهم من يسعى للحسم بالقوة أو الحسم بالتصويت لكن يبدو ألا حسم خلال هذا العام الذي لفته سمة الانتظار لفاً وسادت أيامه سجالات في الصباحات والأماسي وما بينها، بل إن الانتظار طال ملفاتنا في اقليمنا؛ فتحريك ملف الانتقال من التعاون للاتحاد ما برح ينتظر ومعه العملة الموحدة، وكأن هناك من يرى أن ملف التقارب لابد أن ينتظر في سنة سمتها الانتظار ؟! أفهم أن تتباين توجهات دول المجلس سياسياً لكني لا أفهم كيف تتعارض اقتصادياً ؟ هي اقتصادات متشابهة إن لم تكن متطابقة في هيكلها وتطلعاتها للتنويع الاقتصادي لتنأى بنفسها عن المكوث حبيسة شرنقة النفط طويلاً، وهي متشابهة إن لم تكن متطابقة في اعتمادها على العمالة الوافدة بغض النظر عن البطالة وقابلية قوة العمل المحلية على التوظف والانتاج، وما دامت تحدياتنا اقتصادية متشابهة إن لم تكن متطابقة فلم لا تكون وحدتنا اقتصادية لينتهي الانتظار ؟ ونتخلى عن "جرولة الرجول" فتصبح الاقتصادات الستة حقيقة اقتصاداً واحداً، ولك أن تتصور المكاسب عندما تتوحد الأسواق؛ أسواق العمل والمال والطاقة وبقية الأسواق! وبذلك ينتهي الانتظار الرتيب المتمثل في اجتماعات تلتئم وتنفض، ومحلياً، فالانتظار كان قاعدة وليس استثناء؛ خذ مثلاً تأخر إزالة بعض العقارات يؤخر مشاريع النقل، أو تأخر حلحلة مشكلة السكن انتظاراً لمنظومة الرهن والتمويل العقاري، والآن أتى انتظار التنفيذ والترخيص والممارسة لتلك المنظومة، والانتظار للإعلان عن آلية لتوزيع وحدات مشاريع الاسكان عندما تبنى! ولن استطرد في الأمثلة، لكن الانتظار صعب حتى إن كان مبرراً فهو ثقيل على النفس البشرية التي خلقت عجولة ملمولة، فكيف إن كان الانتظار نتيجة لصد ورد بيروقراطي؟! أما الانتظار الأصعب فهو الذي لا سقف له، ورغم كل ما يقال، يبقى الانسان حريصاً على الوقت فهو يختزن أجله المحدود الذي يستنزفه مع كل شهيق وزفير، لكن حرصه على مصالحه ومطامعه أكبر وأشد! لذا، فلن يؤجل قراراً له فيه مصلحة بائنة أو عاجلة، وعندما يؤجل فيفعل ذلك - إجمالاً - واعياً متطلعاً إما لتعديل في ميزان القوى أو لضعف يلحق بخصومه أو أن تبور سلع منافسيه أو تحسن يعم سوق بضاعته.. وهكذا، فهناك من يؤجل وهناك من ينتظر ويبدو أنهما على طرفي نقيض، لكن ألا يخطر ببالهما أن ثمة طرفا ثالثا يكسب من ضياع وقت هذا وتأجيل قرار ذاك؟! تويتر: @ihsanbuhulaiga