نظرا للإقبال المتزايد على مواقع التواصل الاجتماعية كميادين يرتادها الملايين من جميع أطياف المجتمعات المحلية والإقليمية والعالمية توجه العديد من المثقفين والخبراء إلى الاستفادة من تلك المواقع كالفيس بوك والتويتر وللينكد إن التي لديها إمكانية تكوين مجموعات تتخصص في مواضيع معينة يأتي «المجتمع السعودي للمنظمة المتعلمة» أحد تلك المجموعات ليتميز بطرحه وأهدافه ومشاركيه. وتأتي أهمية الاستفادة المثلى من مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الوعي والفكر البناء بعيدا عن المهاترات والكلام الرخيص والفكر الهدام، وبفضل الله توصلنا بالتشاور مع بعض الزملاء إلى كيفية توظيف ميادين التواصل الاجتماعي لتبادل المعارف والخبرات فيما يعود بالفائدة على تنمية المجتمع وتطوير الأعمال من خلال تطبيق أحدث مفهوم وأسلوب لإدارة الأعمال وهو منهجية المنظمة المتعلمة كبديل للإدارة التقليدية رغم أن تطبيق أسلوب المنظمة المتعلمة في دول الشرق الأوسط مازال يعد في حيز ضيق جدا من حيث إن عدد الشركات التي بدأت في تفعيل النموذج في إداراتها وانتهجت هذا المنحى مازالت محدودة وقليلة، لذا فإن محاولات نشر ثقافة الوعي بمفهوم بفضل من الله توصلنا بالتشاور مع بعض الزملاء إلى كيفية توظيف ميادين التواصل الاجتماعي لتبادل المعارف والخبرات فيما يعود بالفائدة على تنمية المجتمعالمنظمة المتعلمة وجدت لها مؤشرات جيدة ليس على مستوى الأعمال فقط وإنما على صعيد الأسرة والمجتمع، ومفهوم المنظمة المتعلمة انطلق في عام 1990 م برعاية البرفسور بيتر سينج بهدف تطوير دور العنصر البشري في الإبداع والابتكار من خلال تهيئة البيئة المشجعة كي تزيد انتماء الموظفين واهتمامهم بنقل وتبادل المعارف والخبرات التي تؤدي إلى رفع مشاعر الولاء والإخلاص تجاه عملهم ، وبالتالي زيادة الانتاجية وتنشيط الحس التفاعلي في بيئة العمل وأن من أهم أبعاد المنظمة المتعلمة هو تفوق الذات الذي يشمل كل معاني التطوير والتحسين والتحدي للنجاح لاسيما أن الاحصائيات أفادت بأن معظم الموظفين من ذوي الخبرات والمناصب العليا يفتقرون إلى معرفة كيفية إيصال خبراتهم ومهاراتهم للآخرين من حولهم من مرؤوسين ناهيك عن غياب الوعي بأهمية التواصل المعرفي مع أفراد أسرهم، فقد بينت إحدى الإحصائيات التي طبقت على 167 موظفا من ذوي الخبرة والمناصب الإشرافية والإدارية أن بإمكانهم إيصال وانعكاس ما نسبته 42- 67 بالمائة فقط من خبراتهم ومهاراتهم للآخرين. وقد شاركنا بأوراق عمل تتعلق بنشر الوعي بمفهوم المنظمة المتعلمة وأبعادها في العديد من المؤتمرات الخليجية والعالمية كمؤتمر الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات ومؤتمر الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية ومؤتمر الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتنمية ومؤتمر دول آسيا والمحيط الهاديء الثاني عشر للموهبة وغيرها من الندوات والمحاضرات التي أكد فيها أهمية تطبيقات منهجية المنظمة المتعلمة كإستراتيجية إدارية حديثة. الجدير بالذكر أن عدد المشاركين في منتدى المجتمع السعودي للمنظمة المتعلمة قد بلغ 250 مشاركا من الجنسين بنسبة 90 بالمائة سعوديين ونسبة 74 بالمائة منهم مسؤولون تنفيذيون وشخصيات ريادية في المجتمع السعودي، وتأتي نسبة المشاركين المتخصصين في أعمال الصناعات الكيميائية في مقدمة التخصصات الأخرى بنسبة 13بالمائة.