اختتمت يوم الأربعاء ندوة « إستراتيجية المنظمة المتعلمة – التنمية المستقبلية الشاملة للأعمال والأسرة والمجتمع» التي عقدت بالجبيل الصناعية برعاية «اليوم» بحضور عدد من المسؤولين في مجال إدارة الموارد البشرية والتدريب وإدارات التشغيل والصيانة وعدد من المهتمين بتبني منهج المنظمة المتعلمة وقد تم مناقشة عدد من الأوراق قدمت من عدد من المختصين، وأكد خليفة مبارك البوعينين رئيس الشركة السعودية للتطوير «بلاحدود» ومدير عام مركز المنظمة المتعلمة للتدريب على أهمية اقامة مثل هذه الندوات لما لها من أبعاد توعوية وتثقيفية بمضمون منهجية المنظمة المتعلمة ودورها كأسلوب إداري حديث في تطوير الأعمال ودفع عجلة التنمية الأسرية والإجتماعية. وقد شاهد الحضور الكلمة المسجلة للبروفسور بيتر سنجي والتي أكد من خلالها اهمية ربط البيئات الثلاث الأعمال والأسرة والمجتمع في التنمية والتطوير وأشاد بما يميز هذا الإقليم من العالم من تآصر اجتماعي يفتقده الغرب اليوم. وقدم الدكتور كامل الحواجرة الأستاذ المشارك في جامعة البتراء بالأردن ورقة بعنوان «المنظمة المتعلمة والتميز المؤسسي» والتي وضحت مفهوم المنظمة المتعلمة وفائدة تطبيقها وخصائصها وسماتها وركائزها الأساسية وكيفية بنائها وأبعادها وما تمتاز به عن الإدارة التقليدية المتعارف عليها ودورها في تحقيق التميز المؤسسي. وجاءت الورقة الثانية بعنوان «عوائق تطبيق مفاهيم المنظمات المتعلمة» ليؤكد من خلالها الدكتور عبدالناصر زايد وكيل عمادة التعليم وشؤون الطلاب وأستاذ هندسة النظم بجامعة الزقازيق بمصر المعوقات الرئيسية في سبيل تطبيق مفاهيم المنظمة المتعلمة وهي المعوقات المؤسسية والشخصية والتكنولوجية ومعوقات بيئة التعلم ومنها معوقات الثقافة واختلاف اللغة والثقة المتبادلة بين الإدارة ومنسوبي المؤسسة بالإضافة إلى عدم توافق تقنيات التعلم المستخدمة وإمكانيات ومهارات العاملين وتكاملهم المعرفي. وطرح الدكتور عيسى الملا ورقة بعنوان «العائلة المتعلمة حجر الزاوية في نجاح الأعمال» وبين من خلالها أن الأسرة هي المؤسسة الأساسية في المجتمع ودورها واهميتها يؤهلانها لتكون مناطا لاهتمام مؤسسات الأعمال والتي تجدها لا تخلو من أحد أفراد الأسرة سواء الأب الموظف أم الأم العاملة أو الأولاد وهنا يتساءل الدكتور عيسى عن مدى علاقة الأسرة والمجتمع بالأعمال فعندما ينتج عطل في عمليات الإنتاج السلعي أو الخدمي تهب المؤسسة بكل طاقاتها لإصلاح ما تعطل وتجنيد الحلول الابتكارية لتلافيه مستقبلا فماذا عن الأعطال التي تصيب الأسرة من حالات الطلاق والمشاكل الأسرية أو تمس المجتمع كحوادث السير والمخالفات المرورية وغلاء الأسعار والإسراف في استخدام المياه والكهرباء وغيرها مما ينعكس سلبيا على مؤسسات الأعمال وفعاليتها، وأكد على التباين بين أداء الأسرة المتعلمة أسوة بالمنظمة المتعلمة والأسرة التقليدية والتي يعتبرها الكثير منا مكانا للراحة والنوم والأكل فقط فيغيب عنها تعليمات السلامة وفن التواصل والاتصال والتخطيط وتحديد الرؤية المستقبلية وعمل الموازنة السنوية والتحفيز والتطوير المعرفي من خلال الحوار العائلي الهادف لكي نرتقي بالبيئة الأسرية وبيئة العمل لمرتبة النجاح المنشود على جميع الأصعدة ثم بين ماهية الأسرة المتعلمة ومفهومها وإستراتيجيتها والعوائق المؤثرة في بنائها والعوامل الخمسة التي تكفل نجاحها.