يعاني 450 مليون إنسان في العالم من الاضطرابات العصبية والسلوكية، ويصاب ربع البشر بواحد أو أكثر من هذه الاضطرابات، ويقدر أن الاضطرابات وبحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية تتسبب بفقد 15 في المائة من سنوات العمر. وفي المملكة تنشط وزارة الصحة عبر 21 مستشفى لتوفير صحة نفسية سليمة لمرضى غير محددي الرقم لكن الأشخاص الذين يقصدون العيادات الخاصة بقصد الاستشارة النفسية والعلاج يبلغون المئات على نحو يومي بحسب ما أفاد به مختصون في ذلك. ويعد المرض النفسي في المملكة غريبا بعض الشيء من ناحية الاعتراف به من قبل المجتمع ومن جهة ثقافة الأفراد نحو مراجعة الطبيب ويمكن أن نقارن بين المجتمع المحلي ووضع المجتمع الإنجليزي مثلا الذي تسود فيه المداومة على زيارة «المعالج النفسي» إلى الدرجة التي يمكن أن يصرح بذلك مسؤولون كبار ومديرون تنفيذيون لشركات كبرى كون الأمر ينطلق من اعتياد الأسرة أي أسرة هناك على معالج نفسي دائم. أوضحت وزارة الصحة في المملكة الأسبوع الماضي إنها تشارك العالم في الاهتمام بالصحة النفسية لزيادة الوعي بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية عند المصابين بالأمراض المزمنة لما لها من دور مهم في مساعدة المريض في التعايش مع مرضه وتقبله وتقليل التكاليف الاقتصادية الناتجة عن تدهور حالته الصحية، التأكيد على مفهوم ارتباط الصحة الجسدية بالصحة النفسية والعقلية، التركيز على أهمية الصحة العقلية والنفسية كجزء من طب الأسرة والرعاية الأولية، توفير فرصة لتبادل البحوث الخاصة والتجارب والخبرات للمساعدة في دفع الصحة السليمة بين الأفراد الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة تؤثر في الصحة العقلية والنفسية والجسدية، تفعيل التعاون العالمي بين الجهات المسؤولة عن الصحة العامة والصحة النفسية، تحفيز دور الجمعيات النفسية والاجتماعية لدعم المرضى، زيادة الوعي بدور المجتمع والأسرة في مساعدة المريض النفسي ودعمه، توضيح الأثر الاقتصادي وارتفاع تكاليف العلاج الذي ينتج عن إهمال رعاية الصحة النفسية وبالتالي تدهور الصحة الجسدية والعامة.. وذكر ل «عكاظ» مدير عام الصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتور عبدالحميد الحبيب أن إدارته أنشأت مراكز ومستشفيات عديدة بسعة سريرية كبيرة لمراجعة المرضى النفسيين إلى جانب انتهاجها برنامجا للزيارة المنزلية. مؤكدا أن الأمراض النفسية غير معدية ولا حاجة لفصل المريض عن عائلته ومجتمعة لكي لا ينعكس ذلك عليه سلبا ولكون العلاج داخل الأسرة مهم جدا. وأكد الحبيب أن تعاطي المنشطات والمسكرات والحوادث المرورية والشخصية سبب زيادة المرض النفسي وقال رئيس جمعية الطب النفسي في المملكة الدكتور مهدي المديني إن الجمعية تهدف لرفع مستوى التوعية بالمرض النفسي لدى المجتمع وكيفية التعامل مع المريض النفسي ومساعدته في تجاوز أزماته . وأكد الأخصائي النفسي أحمد الغامدي أن الحاجة ماسة لتوعية المجتمع بالأمراض النفسية والعقلية فعدم المعرفة بهذه الأمراض سائد حتى عند بعض الطبقات المتعلمة والمثقفة ولا بد أن تأخذ الأسر بعض الإرشادات والمعلومات عن كيفية التعامل مع المريض النفسي وكيفية مساعدته على تجاوز مشكلته وتفعيل دور وسائل الإعلام التي لها دور مهم وبارز في توعية الناس عن ماهية الأمراض النفسية والعقلية وأضاف الغامدي «إن تثقيف الأهل عن المرض النفسي وعن العلاج وعن الأدوية النفسية وأهميتها وأنها أدوية في معظمها لا تقود إلى الإدمان وليست مخدرة كما يعتقد البعض هو أمر مهم فمن الأهمية علاج هؤلاء المرضى النفسيين في المستشفيات والأقسام النفسية بدلا من اللجوء إلى المعالجين الشعبيين الذين يلحقون ضررا بالمريض ولا يقدمون أي علاج». وكشف عضو اللجنة الصحية والبيئة في مجلس الشورى الدكتور محسن الحازمي أن اللجنة تدرس نظام الصحية النفسية بعد إعادته من قبل المجلس خلال الدورة الماضية لمزيد من الدراسة ووضع الاقتراحات والتوصيات عليه وتقديمه للمجلس خلال الفترة المقبلة مؤكدا أن النظام سيساهم في حال إقرارة بالقضاء على كثير من السلبيات التي تواجه المرضى النفسيين في المملكة وتصنيفهم وحفظ حقوقهم وواجباتهم وسيكون النظام شارحا لكل التفاصيل ووضع عقوبات بحق المخالفين للأنظمة.