هل تعود إلى الوراء ولو قليلاً! هل تزور ذكرياتك وتقف عليها وتخبرها جديدك، تطوراتك، وما وصلت إليه! هل تحدثها عما كنت تريد إخبارها وقتها، ولكنك لم تستطع البوح عما في قلبك! أخبار متعلقة حديثٌ في الهواء تمثيلية طلاب سعداء.. مدارس مميزة التعلق المرضي بماضيك هو مقبرة لك، أما استعادة ذكرى من موقفٍ أو رائحة، أو مكان هي لحظة يبث فيها عقلك مشهداً أو مشاهد، تظهر من إثارة لها دون مجهودٍ أو قصد؛ تختمها بابتسامة الرضا لأنها صنعت منك هذا الإنسان الذي تفتخر به. زارت صديقة أحبها المنطقة الشرقية، فكانت فرصة جميلة أن أتمكن من الجلوس واقعياً معها، واخترنا مكان لذكرياتٍ جمعتنا في العمل، ومنها استعدت شريطاً مسرعاً لبعضٍ من هذه الذكريات التي حتى في بعض حزنها جميلة. في طريقي إليها تجدني استغرب تكرر تخفيف إضاءة الطرق، والذي أراها جيدة في الأحياء، أما خارجها فالأفضل أن تكون قوة الإنارة أعلى ولو قليلاً من الحالية؛ ولا أنكر ازدياد ضيقتي أكثر عندما يتجدد الطريق ولم تُخَط المسارات بعد، خصوصاً إن صادف الطريق منحنيات فالخطورة وقتها عالية. وكما تكرر في مخيلتي أثناء توجهي إليها، كلمة «مضغوط»؛ لا، ليست الأكلة، إنما وصف لحالة قد تعيشها؛ فما هو تعريفك الدقيق للضغط؟ ولا أقصد الضغط المرضي، بل ضغط العمل؛ متى يكون استخدامها صحيح وفي وقتها الحقيقي؟ هناك فرق بين تكديسك مهام عملك لإنجازها في وقت محدد، وبين وصول مهام مباشرة أكثر من الوقت المحدد للعمل؛ فأيهما أنت؟ تكاد لا تخلو سيرة ذاتية من جملة «تحمل ضغوطات العمل» وأكاد أجزم بأن أغلبهم لا يعرف معناها الحقيقي، أو لم يعشها؛ وإنما وضعها من باب تزيين السيرة الذاتية بإكسسوارات لا بد أن تكون فيها، وكأنها تغري وتجذب قارئها! هل توجد بيئة عمل مثالية؟ هل يوجد موظفين مثاليين؟ ما مدى رضاك عن المكان الذي تعمل فيه حالياً؛ وما هو التغيير الذي قد يحدث تغييراً ايجابياً لهذا المكان إن كانت إجابتك لهذا السؤال بجيدة جداً. لا يوجد رضا تام في أي شيء بهذه الحياة، فالطموح والتخيل أحياناً يدفعنا إلى التغيير، ولكن محاولة تحسين بيئة العمل، هي أغلب ما يُسعى إليه بين الجهات مؤخراً، ولكن لا توجد بيئة مكتملة، وهذا ليس من باب التقليل أو التشاؤم، لأن تعريفي للرضا، يختلف عن تعريفك لها، ومجتمعي العملي يختلف عن مجتمعك العملي، والأساس أننا كأفراد مختلفين. حاول أن تبتعد عن السلبي، وعن المتحلطم، وعن السوداوي؛ الذين يصلون إليك حتى لو متأخراً لتنضم إليهم في حزب المضغوطين والمتحلطمين، فتفقد شغفك ويقف طموحك. @2khwater