لم يكرم فنان تشكيلي سعودي واحد بما يتلاءم ومسيرته وانجازاته التي حققها طوال عمره، واذا أخذنا على سبيل المثال الراحلين عبد الحليم رضوي ومحمد السليم فسنجدهما خير مثال، فقد عاشا مهمومين بالفن وتوفيا ولم يقم لأي منهما ما يليق بمسيرتهما. هناك ايضا فنانون في سنهما ومقامهما الفني ولم يجدوا شيئا لائقا وأشير الى عبد الجبار اليحيا وصفية بن زقر على وجه التحديد. لقد قامت وزارة الثقافة والإعلام في احدى دورات معرض الكتاب بالرياض بتسمية ممرات المعرض بأسماء فنانين تشكيليين وفق بعض الضوابط وكانت خطوة تقديرية مؤقتة. من واجبنا نحو أولئك الفنانين وغيرهم من الأسماء في مناطق أخرى من المملكة، فالتكريم يفترض ان يكون بحضور شخصية المدينة أو المنطقة الأولى وإقامة المعرض يعني أياما حافلة بالفعاليات التي تعنى بمكانة الفنانة ومسيرته . كما قام بعض فروع جمعية الثقافة والفنون بتسمية قاعات للعروض الفنية بأسماء فناني المدينة التي يقع فيها الفرع، لكنها ايضا تسميات مؤقتة لان الفروع لا تمتلك هذه المقرات بما يمكّنها ان تحفظ لقاعاتها التسمية أو تبقيها لاطول فترة ممكنة. في الاحساءوالدماموجدة تمت تسمية تلك القاعات بأسماء محمد الصندل وعبد الله الشيخ وعبد الحليم رضوي، ورغم ما واكب هذه التسميات أو التكريم من فعاليات، إلا انها ليست تكريما كافيا، ففي الدمام قام الفنان الشيخ في مناسبة تدشين القاعة أو إعلان تسميتها بافتتاح معرض أحسبه لمواهب من المنطقة الشرقية. أما في جدة فالتسمية اقترنت بافتتاح معرض جماعي، وفي الاحساء كانت المناسبة مخصصة للفنان الصندل وتمت التسمية بافتتاح معرض له وطباعة دليل لأعمال المعرض، بمعنى ان هناك فعلا أكثر من إطلاق تسمية القاعة، وهذه الخطوات رغم أهميتها وانها بوادر طيبة من جهات معنية بالفنون، إلا انها أقل بكثير من واجبنا نحو أولئك الفنانين وغيرهم من الأسماء في مناطق أخرى من المملكة، فالتكريم يفترض ان يكون بحضور شخصية المدينة أو المنطقة الأولى واقامة المعرض يعني اياما حافلة بالفعاليات التي تعنى بمكانة الفنان ومسيرته وايضا طباعة بعض أعماله وكتاب يحفظ اسم الفنان وأعماله وما كتب أو يكتب عنه بهذه المناسبة. أرى ان هذا دور يفترض ان تتبناه وزارة الثقافة والإعلام فهي التي تمتلك الميزانيات واذا كان من جهد لأي من الفروع فيفترض دعمه ماديا بما يكفي لتقديم تكريم لائق مع التقدير للفروع الثلاثة على خطوتهم.