لم يحظ نظام «التعليم عن بُعد»، الذي أعلنت عنه وزارة التعليم العالي، كبديل، لنظام «الانتساب»، بالترحيب الكافي في أوساط الطلاب، الذين رأوا فيه، مشروعاً رسمياً لفرض رسوم من الطلاب الراغبين في الحصول على شهادة جامعية «نظرية». الرافضون كشفوا عن مخاوفهم من تداعيات هذا النظام على مستوى الخريجين العلمي، ملمحين إلى أن هناك ضعفاً واضحاً في صفوف الخريجين المنتظمين دراسياً، فماذا سيكون عليه الوضع، بالنسبة لطلاب جالسين في منازلهم، ليس لهم علاقة بالجامعة، سوى في فترة الاختبارات. اسئلة كثيرة حول مستوى طلاب برنامج التعليم عن بعد المادي والمعنوي وبدأ يوسف الحياره (أحد الطلاب المنتسبين لجامعة الملك فيصل) حديثه بالدعم الذي يحظى به التعليم الجامعي في المملكة، وقال: «لا يمكن أن أصف الدعم المادي والمعنوي، الذي تبذله حكومتنا الرشيدة في سبيل تطوير جميع مجالات التعليم كافة، سواء عبر وزارة التربية والتعليم، أو وزارة التعليم العالي، فهو كبير، وليس له حدود»، مضيفاً: إنه «في مقدمة هذا الدعم، ما ينفق في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي مكن الكثير من شباب هذا الوطن للسفر للخارج، من أجل إكمال دراستهم في أشهر الجامعات العالمية، والاطلاع على العلوم الحديثة والجديدة»، متسائلاً عن الجدوى من تحصيل رسوم من طلاب برنامج التعليم عن بعد، وفائدة هذه الرسوم لوزارة، تتجاوز ميزانيتها السنوية، مليارات الريالات». هناك تساؤلات يطرحها الطلاب المنتسبون لنظام التعليم عن بُعد، لابد أن يعرفوا إجابتها، قبل أن يقرروا الالتحاق بهذا النظام، أول هذه التساؤلات يدور حول مستقبل الشهادة والخريج في سوق العمل برنامج الانتساب وأضاف علي الفهد (طالب): إن «تطبيق الجامعات في جميع مناطق المملكة، لمعايير، وبرامج حديثة، مثل برنامج الانتساب سابقاً، والتعليم عن بعد حالياً، يتيح الفرصة لكل مواطن لاستكمال دراسته، ويشجع الكثير من الطلاب، خاصة ممن فقدوا فرصة تكملة دراستهم في السابق، بأن يعودوا إلى مقاعد الدراسة مرة أخرى، لاستكمال ما فاتهم، وهذا ما حدث عندما طبقت جامعة الملك فيصل نظام التعليم المتطور للانتساب»، مبيناً «لم أفوت فرصة استكمال دراستي، عندما فتحت جامعة الملك فيصل في محافظة الأحساء قبل عام تقريباً برنامج التعليم عن بُعد، في عدد من التخصصات، مقابل رسوم مالية لا تتعدى ثلاثة آلاف ريال عن الفصل الواحد»، مبدياً دهشته من فرض هذه الرسوم، وقال: «لا أعتقد أن الجامعة بحاجة إليها في ظل الدعم الذي تحصل عليه من الدولة، وأدعوها لإعادة النظر فيه»، مضيفاً :»هناك العديد من المواطنين ممن لا تسمح لهم ظروفهم باستكمال دراستهم الجامعية، لأسباب خارجة عن إرادتهم، من ضمنها عدم قدرتهم على دفع الرسوم المالية التي تفرضها عدد من الجامعات الخاصة والأكاديميات». نظام التعليم وبين وليد الشوملي (طالب) أن هناك العديد من التساؤلات التي يطرحها الطلاب المنتسبون لنظام التعليم عن بُعد، لابد أن يعرفوا إجابتها، قبل أن يقرروا الالتحاق به»، مضيفاً :»أول هذه التساؤلات تدور حول مستقبل الشهادة، التي سيحصل عليها الطالب، في هذا البرنامج، وهل الشهادة ستمكنه من الحصول على وظيفة تناسب تخصصه في سوق العمل، أم سيلفظها الجميع، ولا يعترفون بها؟. نظام التعليم ويلفت خالد الزهراني النظر إلى أن «هناك العديد من مخرجات التعليم الجامعي من الطلاب المنتظمين، في التخصصات النظرية كافة، لا يجدون فرصا وظيفية في سوق العمل، والسبب يعود إلى نوعية تخصصاتهم، غير المرغوب فيها»، مضيفاً: «في المقابل نجد أن أغلب التخصصات التي تدرس في نظام التعليم عن بُعد كلها نظرية، الأمر الذي يضع علامة استفهام على مستقبل هؤلاء، ويشير من جانب، إلى أن القصد من برنامج التعليم عن بُعد، هو تحصيل الرسوم من الطلاب، دون النظر إلى مصير هؤلاء الطلاب، ومصير شهاداتهم». فائدة مرجوة وذكر صلاح البوفهيد أن هذا البرنامج، قد يشكل فرصة أمام مئات الطلاب، من أجل مواصلة دراستهم الجامعية، التي لم يكملوها، بسبب أو لآخر، ولكن ينبغي أن تكون هناك فائدة مرجوة، تعود على مستوى الطالب المعرفي والعلمي والثقافي، خاصة إذا علمنا أن مستوى الطلاب المنتظمين في الجامعات منخفض، فكيف بطلاب يتلقون تعلميهم عن بعد؟». وتساءل البوفهيد «ما هو الفارق بين برنامج الانتساب المعمول به سابقاً، وتم إلغاؤه، وبين برنامج التعليم عن بُعد، البديل لنظام الانتساب، ولماذا ألغي هذا، وأقر ذاك، وهل الهدف مالي فقط، خاصة أن الانتساب كان بالمجان، والتعليم عن بُعد بمقابل، قد يستطيع البعض دفعه، ولا يستطيع البعض الآخر هذا»، مضيفاً: «وزارة التعليم العالي، لم تفصح كاملاً عن تفاصيل هذا البرنامج، واحتياجاته، وطاقته الاستيعابية، وهل هو بديل لاتجاه البعض للتعليم على حسابه، في جامعات بالخارج؟».