في عرف المصالح كل شيء قابل للتقارب والتفاوض والحدوث، حيث تقرب المصالح من لا يمكن أن يلتقوا وتوحد الذين لا يمكن أن يتحدوا، وتجمع الذين لا يمكن أن يجمعهم لقاء. فمبدأ المصلحة خلق البيئة التي يلتقي فيها هؤلاء من أجل تحقيق مصالحهم الوقتية التي ينتهي الترابط فيها بانتهاء تلك المصلحة. يتفوق أصحاب المصالح في أحيان كثيرة على أنفسهم، عندما يتجاوزون كل الخطوط والمحطات، وحتى الأعراف للوصول لمصالحهم دون مراعاة القيم والأعراف والمصالح العليا والأهداف العامة، فهم فقط يرغبون في تحقيق ما لهم دون مراعاة ما عليهم، فهم في نظر أنفسهم الأولى والأهم والأحق، وهذا المنظور المحدود هو ما يجعلهم يتجاوزون المجتمع والناس وحتى ضمائرهم وإنسانيتهم وأخلاقهم. كل شيء لديهم يعلو ولا يعلى عليهم، وهم طوفان يأخذ معه كل شيء، وعلى الآخرين تقبل ذلك والتسليم به دون اعتراض. وهذه الأنانية والحب للذات هو ما جعل أصحاب المصالح ينحدرون للقاع لأن نتاجهم في النهاية لا قيمة له. كل العلاقات التي بنيت على المصالح تلاشت أو تقزمت، ولم تضمن الاستمرارية لأن النهاية الحتمية لكل تواصل سلبي هي فك الارتباط والقطيعة. نحن هنا نحاكم أخلاقياً وسلوكياً كل فعل مشين يهدم قيم أخلاقنا ويصيب قيمنا في مقتل، لذا كان أصحاب المصالح هم أشد فتكاً وخطراً في نسيجنا الاجتماعي وعرفنا الأخلاقي، فهو لا يتوافق مع مبادئنا، لذا طالبنا بأن لا يكون لأصحاب المصالح وجود أو تقبل، طالما أنهم ينخرون في النسيج الاجتماعي والإنساني بلا هوادة. في أي منظومة أو مؤسسة أو مكان عمل، أو في أي علاقة جوهرية أو اجتماعية أو إنسانية، لا يجب أن تحدد المصالح قضاء الحوائج وإنهاء المعاملات وتيسير الأمور، فالناس سواسية في الحق الذي يؤدى إليهم لا نخضعهم لمصلحة أو معرفة أو مقايضة. مقياس التوازن عادل وحق الآخرين يعطى لهم، بغض النظر عن معايير الأخذ والعطاء والفائدة والكسب، هو حق عادل لا مصالح تجمعنا إلا مصلحة تسمو بنا لخدمة من يستحق، بما يكفل تقدير واحترام الفرد والجماعة وتقدم المجتمع وتفوق البشر، والعطاء بصدق وأمانة ومحبة حقيقية نابعة من الوجدان، دون النظر إلى توافق المصلحة، فنحن نتجاوز أصحاب المصالح إلى الصالح العام. samialjasim1@ أخبار متعلقة الأُنس بالله أفضال المملكة على الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم رقم سري