أن تكتب حالةً إنسائية معناه أن تعيش حالة جزئيه من واقعك وواقع آخر , الواقعية محتمة والمثالية مطلب , ولكن عندما نمسك بالواقعية ونركض خلف المثالية فإننا سنصاب بإعاقة , لأن الإسترخاء خارج حدود العقل من غير الإستسلام المُطلق للخيال يمنحنا توازناً مكمِّلاً للبقاء . إنّ مواجهة الآخر الرافض للتحليق يجعل المسيرة تمشي على عجلات قابلة للفرط , إذ أن مجرد إدراكك لواقعية ما حولك يمنحك مساحة أنت تُقدِّر حجمها حسب عينك ونفسيَّتك وإيجابيتك من سلبيَّتك . لعلّ مايثير الإستغراب ذلك الآخر الممتلئ مبادئ وحب للقيم وطلاقة في اللسان وجودة التخلص من المواقف وطرق تبريرها عندما يبهرك بأخطائه التي لاتُغتفر و يصل معك لدرجة الإقناع أنه على حق ؟ ماذا تسميه ذكي أم مراوغ أم مثقف لأنه استطاع الإلمام بكل الأساليب الداعمة لفكرته ليصل معك لدرجة التصديق ؟ وقوفنا حيال الآخر مبهورين وصامتين هو سبب خروج ريشه على رأسه كفيلة بإشعاره بالتيه والعجب والغطرسة مما يولد حالات كثيرة مريضه وتحتاج الخضوع إلى جلسات علاجية مكثفة علّها تشفي . أن تسيطر على الآخر بفكر معين محتمل ولكن أن تُعمِّم فكرتك على العالم صعب جدا يجب أن نؤمن بالإختلاف حتى يخلق الإبداع فالتخالف سر التآلف، وفي التنافر تتعدد الرؤى وتلتقي فيما بعد لتخرج لنا بفكرٍ شامل ومتشعب ومرضي ومواكب لعدد من التوجُّهات والأطياف وليس محدد في مسار واحد . محاولة نشر خطاب مُشبَع بالحرفنة والصنعة معد بكل الآلات الهندسية يحمل كل الزوايا الحادة ظاهرة و شبه المنحرف باطنه ليصل إلى حدٍ متناهي من البلاغة والحكمة يمارس عمليه التخدير المؤقت على المشاعر التي تحوّلت إلى حالة تبلّد لاحلّ لها سوى التمتمة والطأطأة والتثاؤب أحيانا والغفوة أكثر الأحيان والإرتحال على رحاب السرحان إلى عوالم لايعلمها إلا الله , الأجدر بنا النزول إلى الأرض ومخاطبة العامة بعقولهم شبعنا تنميقا نحتاج المباشرة والوضوح فهما أبلغ . إن الرقي حالة من الأناقة لانجدها في دور الموضة بل في التعامل وحُسن المنطق وإجادة الفصل بين الشخص وآرائه أنت لاتكرهني بل تكره الصورة التي كوّنتها عني والعكس لذلك يجب أن نتخلّص من الخلط ونضع كلّ شيءٍ في مكانه المناسب .